الرئيسية | بورتريه | محمد شكري: الأمّي الذي صار نجماً | حسين نصر الله

محمد شكري: الأمّي الذي صار نجماً | حسين نصر الله

من الامية أتى الكاتب المغربي محمد شكري ليتربع على سدة الرواية العربية

هذا الكاتب الذي ظل حتى العشرين من عمره لا يجيد القراءة ولا يحسن الكتابة، استطاع ان يشق طريقا خاصا به في ادب السيرة الذاتية. حيث شكل هذا الادب مصدرا خصبا لفضائح عائلية، وليوميات اقل ما يقال فيها انها اتسمت بالفقر والتشرد والضياع والاحلام المؤجلة او الموءودة.

انه محمد شكري الذي وضع كتبا عدة مثلت اساس تجربته، من ابرزها «وجوه الشطار» التي ظهرت بعنوان آخر هو «زمن الاخطاء»، ثم تبعها بكتاب عن بول بولز وآخر عن تنسي وليامز في طنجه، وليفرد صفحات كبيرة وطويلة عن جان جينه. غير ان ابرز وابدع ما كتبه شكري هو روايته «الخبز الحافي» التي جعلت منه استثناء في الكتابة الروائية العربية. فهذه الرواية اثارت جدلا واسعا في الثقافة العربية المعاصرة، وترجمها الى الانكليزية بول بولز في العام 1973، ثم ترجمها الى الفرنسية الطاهر بن جلون في العام 1981، ويتحدث فيها عن طفولته البائسة وعن المنفى. وقد منعت هذه الرواية او السيرة الذاتية حتى حدود العام 2000.

اما «زمن الاخطاء» فهي القسم الثاني من سيرته، وهي مؤلفه الثاني الذي يقدم فيه بانوراما مراهق يتعلم العربية ويذهب الى المدرسة في سن متقدمة، وفي الوقت نفسه يخالط الطبقات السفلى في مدينة طنجة. ثم يكملها بكتاب «وجوه» وهذا يتضمن الجزء الثالث من السيرة الذاتية. وكتب شكري كذلك مجموعة من القصص، ثم اعقبها بـ«الخيمة»، وله ايضا «السعادة» وهي رواية مسرحية، من دون ان ننسى «زكور الصغيرة وغواية الشحرور الابيض». غير انه رغم غزارة هذا العطاء وتنوعه بقيت رواية «الخبز الحافي» هي الاسم الآخر لمحمد شكري، فهي التي امدته بهذا المجد الادبي في الساحة الادبية العربية والعالمية، وهي الكتاب الذي منعته مدن وحكومات من ان يدخل بلدانها، الامر الذي زاد شعبيته وأسهم في الدعاية والترويج له. وهذا الكتاب هو الذي جعله محظوظا جدا كونه عاش من مردود كتاباته.

ولد محمد شكري في قرية من سلسلة جبال الريف سنة 1935، ابان مرحلة الحماية الاسبانية في شمال المغرب، وعاش منذ صباه في طنجة، المدينة التي لم يفارقها ابدا، حتى ان اسمه وروايته «الخبز الحافي» ارتبطا باسم هذه المدينة التي كان لا يفارقها، فما ان كان يذهب الى مدينة اخرى للمشاركة في لقاء ثقافي، سرعان ما يقفل عائدا اليها، فهي الحضن الذي كان يتسع لكل شغبه الطفولي.

وصل شكري الى طنجه وكان له من العمر 7 سنين، عندما جاء برفقة اسرته الامازيغية مشياً على الاقدام من جبال الريف البعيد، ولم يكن في حينه يعرف اللغة العربية، مما وضعه في مأزق وحيرة في التواصل مع اقرانه. كان الفقر المدقع سبب رحيلهم الى طنجة، وخصوصا ان المجاعة ضربت ندوبها مسقط رأس اسرته. وبعد طنجة ذهبت عائلته الى تطوان، لكن شكري اختار العودة الى طنجة، ليستقر فيها بمفرده، واشتغل فترة في التعليم، وكان يرى في هذا المجال التربوي اساسا لبناء المجتمع.

التربية السيئة التي تلقاها من والده تركت في نفسه ندوبا هو واخوته، لذلك فهو يعتبر ان رواية «الخبز الحافي» شكلت علاجا نفسيا ومعنويا له، وبها استعاد توازنه النفسي، لكن العديد من القراء لم يستسيغوا هذا العمل نظرا لجرأته غير المعهودة في مقاربته القضايا الجنسية، ونظرا الى فضائحيته وللمواضيع الحساسة التي تطرق اليها.

لكنها رغم كل شيء تبقى القصة الحانقة والمؤلمة لطفولته ومراهقته في الريف البائس والمحتل آنذاك من قبل الاسبان، وفي طنجة التي تتشكل من خليط من الشعوب في مرحلتها الدولية فكانت الرواية رسماً لمكان وزمان بعيون ماسحي الاحذية وبائعي السجائر المهربة والمخدرات، ومرتكبي بعض الاختلاسات الكبيرة والصغيرة وعمليات الحب المحرم مع الاجانب. وقبل اي شيء غراميات شكري التي لا تنتهي ولا تتوقف عند حدود.

لكن رغم هذه المواضيع المتعددة التي يعالجها شكري في روايته، الا ان ظل الاب لن يغيب عن صفحاتها: «دائما عشت حاملا هذه العقدة».

كان والد شكري جنديا فر من الجيش الاسباني، وكان يقيد ابنه الى شجرة ويضربه بحزام جلدي، وفي يوم اخذته نوبة غضب، فخنق اخا لشكري وتسبب في موته. لقد قص شكري في «الخبز الحافي» هذه الحكاية واضاف اليها ما كان يعتمر في نفسه من حقد على ابيه، وفعل الشيء ذاته بصيغة مباشرة وعارية مع من تحدث عنهم في «وجوه» وخصوصا مومسات غرناطة علال، الابن الذي تآمر على والده المسن كي يمنعه من الزواج مجددا، كي لا يتقاسم ارثه مع احد غيره.

عندما صدرت الترجمة الاسبانية لرواية «الخبز الحافي» كتب خوان غويتيسولو، ان هذه الرواية تشكل «اول سيرة بيوغرافية عربية عفيفة وصريحة وحقيقية»، اذ من النادر ان يعلن المرء على الملأ جوانب ضعفه ورذائله.

لقد كتب شكري ثلاثيته البيوغرافية معتمدا على نماذج غربية، مثل «اعترافات القديس اغوستين، وجان جاك روسو، وكولن ولسون، وكلمات سارتر». هذه الكتابات التي اطلع عليها شكري منحته الشجاعة كي يعبر عن ذاته. ويقول في هذا الصدد: نحن نعلم ان الادب العربي القديم كان اكثر حرية من ادبنا الحالي، كثيرة هي المحرمات الآن، لكن في العصر الجاهلي وفي بداية الاسلام، كان هناك ادب مثل «الف ليلة وليلة» و«الروض العاطر».

دائما كان يسعى محمد شكري الى قتل الشهرة التي منحته اياها رواية «الخبز الحافي»، فكتب «زمن الاخطاء» لكنها لم تمت، ثم كتب «وجوه» و«الخبز الحافي» ترفض ان تموت، شكري يعبر عن هذا الامر بالكثير من المرارة ويقول «لقد سحقتني، اشعر انني مثل اولئك الكتاب الذين عاشوا على كتاب واحد امثال سرفانتس مع «دونكيشوت»، او فلوبير مع «مدام بوفاري»، او د.ه.لورنس مع «عشيق الليدي شاترلي». «الخبز الحافي» لاتزال حية رافضة ان تموت، لدرجة ان الاطفال في الشوارع لم يكونوا ينادونه باسمه، بل باسم «الخبز الحافي».

الدكتور محمد عبدالله يكشف في دراسة له عن محمد شكري، ان هذا الاخير كان واحدا من رواة طنجة، وانه بهذه الصفة بدأت قصة الخبز الحافي، لم تكن مشروع كتاب مؤلف بالمعنى المعروف، وانما هي رواية شفوية: قصص وحكايات وذكريات تفيض بها الذاكرة، تضخمها او تضيف اليها. ووفق رواية شكري نفسه فقد جاءت فكرة السيرة الروائية مصادفة عندما التقى بناشر انكليزي اعتاد شراء حكايا رواة طنجة، ونشر بعضها قبل لقاء شكري، ولم يكن (بيتر بين) يبحث عن كتب بالمعنى الابداعي، وانما كان يتصيد القصص الغريبة وكتب العجائب والجنس، وها هو يقابل شكري للهدف نفسه بعد ان نشر من قبل «حياة مليئة بالثقوب» للعربي العياشي و«الحب بحفنة من الشعر» لمحمد المرابط وكلا الكتابين من تحرير وصياغة بول بولز املاها الاثنان مقابل النقود كأجر للراوي الشفوي.

ويبدو ان الفكرة راقت محمد شكري وهو الممتلىء بالحكايا من كل صنف، وهو الافضل ثقافة والاوضح طموحا بين الرواة في طنجة. وادعى شكري ان سيرته ناجزة وتسلم مئة جنيه مقدما من دون ان يكون لديه حرف واحد منها… لكن خلال شهرين كانت السيرة كاملة باسم «ليس بالخبز وحده» كما عنونها بولز. واما كتابتها فتمت بطريقة غريبة، فشكري يقول بأنه الفها بالعربية اولا، ثم املاها باللغة الاسبانية على بول بولز، وكتبها الاخير بالانكليزية، وهي اللغة التي ظهر فيها الكتاب اول مرة، ولا يعرف مصير النسخة التي زعم شكري انه كتبها وترجمها لبولز. اذ ان ما صدر بالعربية هو ترجمة محمد برادة للكتاب نفسه، ومعنى هذا ان اكثر من مؤلف ساهم في صياغة العمل واعطائه الشكل الذي ظهر عليه، وهذا ما سبق للطاهر بن جلون ان المح اليه، بل ذهب الى ابعد من ذلك حين قال ان هو نفسه قد قص حكاية طنجة على بول بولز، لنرى في ما بعد انه عمد الى ترجمة الرواية الى اللغة الفرنسية لكن بتوقيع محمد شكري.

ومهما تعددت الروايات حول اصول ومصادر رواية «الخبز الحافي» وطبيعة تأليفها الغريبة، فإن هذه السيرة لا تنطوي على عناصر سردية غنية من ناحية الشكل، ويرى الناقد محمد عبد الله في هذا السياق «انها مكتوبة باسلوب صحفي متسرع اقرب الى الكتابة الاشهارية او الدعائية»، ولكن المضمون الصادم هو الذي اسهم في خلق حالة الاهتمام الشديد بها، ورفعها الى مستوى اشهر السير الاعترافية في العالم، بحيث تقارن باعترافات جان جاك روسو واعترافات القديس اوغسطين، وهما من كتب السير القليلة التي اطلع عليها شكري واعجب بها.

ومهما يكن من امر ومهما تعددت الروايات حول هذا العمل، الا انه يبقى على نقيض مطلق من التاريخ الرسمي المأجور على حد تعبير شكري، هذا التاريخ الذي ينفي حياة شكري وامثاله من المهمشين «ولا يسمح ان يلوث بهم مجده الجليل الخالد».

في رواية «زمن الاخطاء» نتعرف مواضيع جديدة في سيرة هذا الكاتب المقرونة بالبؤس والعذاب والخيبات والحرمان، اننا مباشرة امام عذابات شكري الشخصية، وهنا ايضا يشكل الجنس والفقر والتشرد في براري طنجة العمود الفقري للرواية، لا سيما حياة الليل في طنجة وتطوان والعرائش، لنتعرف الى نماذج من الشخصيات التي رافقها وعاش معها لياليه ونهاراته. هذه الشخصيات غالبيتها من الشذاذ، ومومسات المدن وفتيات علب الليل وغيرها من العوالم الهامشية، حيث تعيش شريحة عريضة من المجتمع في الشوارع الخلفية والازقة والمقاهي الفقيرة والمواخير. شكري في هذا العمل يكشف عن كاتب لا يعترف بالمحرمات، ولا يقيم وزنا للأعراف والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية المتعارفة، بل يمضي في اعترافاته الى درجة انه يفاجئ القارئ بكل ما هو مدان من دون مواربة او حياء. عوالم التشرد والضياع، لا بل التيه سوف نجدها في قصص اخرى لمحمد شكري، وكأن هذه المواضيع اصبحت اثيرة لديه ولا يستطيع فكاكا منها، وها هو في قصة «مجنون الورد» و«الخيمة» تطالعنا شخصيات من اعماق مدينة طنجة وحوانيتها وازقتها المغلقة على الادمان وحياة الكيف والصعلكة، وفي هذه القصص يكشف شكري عن حب نادر لمدينته التي يجعلنا نشتم عبق رائحتها من خلال النصوص والكلمات. فنحن ازاء شريحة كاملة من المشردين بكل ما تحفل به حيواتهم، وبكل ما تحمله طبائعهم من خصال، فنتعرف الى المواضيع والامور والقضايا التي تجعلهم سعداء، ونتعرف كذلك الى ما يثير احزانهم ويجعل منهم شخصيات يتشح داخلها بالسواد وتفيض ارواحها بالالم.

في رواية «وجوه» وهي الجزء الاخير من ثلاثيته نقرأ قصصا عن حياة الناس المحيطين به، ونتوقف مليا امام واقع المدن والامكنة التي عاش فيها او زارها.

هذا العمل هو عبارة عن تعقب متواصل لحياة شخوص يعيشون في عالم قاس، لم يمنحهم سوى القليل من الوقت كي يلتقطوا انفاسهم. انها حياة المطاردة واللهاث المستمر للفوز بما يعين الانسان على البقاء. الرواية تقوم احداثها على شخصية راوٍ ساذج يتذكر الاحداث من وجهة نظر طفل صغير، ولذلك فهو يعبر باستمرار عن الجهل ، وتنتابه مشاعر الغربة ونوبات الغضب، خصوصا عندما يتذكر ما كان عليه ذلك الطفل. وفي هذا العمل ايضا يلجأ شكري الى تصوير مشاهد الجنس والعنف، بطريقة كاشفة ومباشرة، كأنني به يجسدها تماما مثلما عاشها هو في مرحلة من مراحل حياته المليئة بالصخب والمفارق.

لكن هل ظل شكري راضيا عن سيرة كتابته وحياته؟ المتابع لمسار هذا الكاتب بعد «الخبز الحافي» يلاحظ انه اصبح حريصا على تغيير او تعديل صورته التي ترسخت في اذهان معارفه وقرائه، واصبح اكثر استعدادا لتجاوز شخصية المتشرد والأمي، لبدء مرحلة تقمص صورة المثقف الملم والمطلع على نتاجات غالبية الكتاب العرب والغربيين، ويتجلى هذا من خلال استشهاده في بعض كتبه بمئات الشواهد والاقوال والاقتباسات للمفكرين والكتاب، وذكر اسماء كتب او نصوص مختلفة تهدف الى ان تكون شاهدا على المعرفة والثقافة، بديلا لدعوى الامية التي افتتح بها سيرته. ونلاحظ هذا الامر بصورة جلية في كتابه «غواية الشحرور الابيض»، حيث يعمد الى نشر شهادات وآراء نقدية، تسعى لتثبت ثقافته، او تشير الى قراءة تجربة التشرد بوعي معرفي، يستند الى قراءت متعددة المصادر والمرجعيات. يقول محي الدين اللاذقاني في هذا الصدد: «لقد تحول شكري بالمعرفة الى شحرور ابيض، وخرج من عالم البلطجية، ولصوص الشوارع، وبنات الهوى، واصحاب السوابق، الى عالم جديد نظيف، وطموح نبيل، وهو يدرك انه لا يستطيع ان يمد يد المساعدة لجميع من عاشرهم وعاش معهم في السوق الداخلي في طنجة، لكنه ومن خلال التجربة القاسية التي اجاد التعبير عنها يدل اصحابه القدامى، وجميع الضائعين في مدن العالم كافة الى طريق النجاة، والى امكان الانتصار على قبح العالم بالمعرفة التي صنع منها الاجنحة التي ساعدته على الوصول الى دنيا جديدة ومختلفة عما الفه وعرفه في طفولته المعذبة».

في الرسائل المتبادلة بين شكري من المصح العقلي في مايوركا في تطوان وبين الناقد المغربي محمد برادة الذي كان احد الاشخاص القلائل الذين رافقوا شكري في رحلته الابداعية منذ ان نشر سيرته الذاتية الاولى وحتى مستشفى الامراض العقلية، والى ان خرج شكري من التجربة المرة، يقول شكري في واحدة من رسائله من المصح: «يخيل الي انني عشت دهرا، في الحقيقة انا لم ابدأ بعد عزلة الكتاب الحقيقيين، اذا بدأتها فربما لن اخرج منها على الاطلاق، اتمنى ذلك». ويقول في رسالة اخرى الى برادة من المستشفى اياه: «الاحساس بالكتابة بدأ يغزوني في هذا المكان، عندما اخرج سأحاول ان اغير حياتي». ويرد عليه برادة: «ليس مطلوبا منك ان تغير حياتك، وانما ان تكتب حياتك».

وحين خرج شكري كتب سيرته الروائية الثانية «زمن الاخطاء». وفي هذا السياق يسأله برادة: اخطاء بالنسبة الى من؟ اذا كنت تقصد اخطاء الآخرين في حقك فاننا سندخل في متاهة قبل ان نحدد معنى الخطأ وعلى من تقع المسؤولية في ارتكابه. اما اذا كنت تقصد الاخطاء التي ارتكبتها انت فلا اظن ان الامر سيكون اسهل ما دمت ترتكب الاخطاء التي تغيظ الآخرين وتجعلك تحس انك اقرب الى ذاتيتك وتلقائيتك. وفي هذه الحالة كان عليك ان تجعل العنوان كالتالي «زمن الاخطاء التي احبها». ويضيف برادة: ليس هذا مهماً، على كل حال، بل الاهم هو ان تخطئ فتبدأ عزلة الكتاب الحقيقيين وتعرض عن ضوضاء العيش الخارجي وطقوسه المكررة».

لقد شهد محمد شكري لحظات صعبة في مختلف سني حياته، قبل ان يذيع صيته ككاتب مرموق احتل مكانته في عالم الادب الروائي، لكن اللافت انه رغم صدور روايته الاولى مبكرا باللغة الانكليزية الا انها لم تترجم الى العربية الا بعد اكثر من عقد ولقد قام محمد برادة بهذه الترجمة، الذي يدين له شكري بأشياء كثيرة من بينها اطلاق شهرته كروائي وكاتب عربي.

في السنوات الاخيرة حاول شكري ان يغير حياته فعلاً، فاستغرق في الكتابة واطلع على امهات الكتب، فكتب سيرا ومذكرات عن كتاب زاروا طنجة ومنهم: جان جينه، تينسي وليامز، بول بولز، والجدير بالذكر ان شكري تعرف إلى هؤلاء الثلاثة وعاش معهم، وقد شكلت هذه الكتب جانبا مهماً من المراجع الخاصة بهؤلاء الكتاب.

لقد ادرك محمد شكري أن الكتابة سلطة غير مفرطة. ولقد اراد من الكتابة ان تكون شاهدا على حياة مهانة ومدانة في آن معا. وحاول من خلال اعماله فضح اولئك الذين سرقوا طفولته ومراهقته واهانوهما. واليوم حين نعود اليه، انما كي نتذكر ان هذا المبدع الذي رحل عن دنيانا ( 1935 -2003) عرف كيف يشق طريقه الى النجاح والعالمية رغم قساوة الظروف التي عاشها. انه باختصار علامة فارقة في الادبيات التي ابدعها العرب في القرن العشرين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.