الرئيسية | سرديات | قلوب النساء: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي

قلوب النساء: ألف قصة وقصة عن مغرب لا ينتهي | حنان الدرقاوي

حنان الدرقاوي

 

لم تتصور نادية ولطيفة ” محررتان بصحيفة الغد التي تصدر بالفرنسية بالرباط” أن يتم رفض سقيهن في الكونتوار في بار النجم الخامس بأكدال. طلبن بيرة فرد عليهما البارمان أن ذلك غير ممكن ويجب رفقة رجل لكي ينالا شرابا في الكونتوار.

كانتا تعيشان بفرنسا وعادتا إلى أرض الوطن من أجل العمل كمحررتين في صحيفة الغد. لم تفهما في البداية ماقاله البارمان

–       لماذا تلزم رفقة رجل؟

–       نحن لا نسقي النساء الوحيدات في الكونتوار، يمكنكما الجلوس إلى المائدة وسآتي لأخذ الطلب

–       هب أن عاهرة أتت إلى البار مع زبون هل تسقيها؟

–       أجل أسقيها ما دامت في رفقة رجل

بدا لهما الموقف سخيفا. ماذا يعني أن لاتسقي زبونة جالسة للكونتوار ولماذا يتم سقي النساء على مائدة فيما يصير جلوسهن إلى الكونتوار جريمة؟

جلستا إلى مائدة وطلبتا بيرة. قالت نادية

–       الوطن غريب الأطوار هل أحسننا الاختيار بالعودة إليه؟

–       أجل أحسننا الاختيار يمكننا المساهمة في بناء مجتمعنا، وطننا الأصلي

–       أحن إلى فرنسا إلى الحرية. في هذا الحر ولا يمكن أن نلبس شورت

–       لا عليك الحرية ليست شورتا. الحرية ان تمتلك الاختيار وأن تصدر في أفعالك عن رغبة حقيقية. ألم تكن رغبتك في أن تشتغلي  محررة وأن تعيشي في الرباط مدينة أهلك؟

–       أجل كان هذا حلمي لكني أخاف أن لا أستطيع التعايش مع كل المحرمات. سيحل رمضان وسترين أننا لن نستطيع شرب الماء ولا التدخين. لن أحتمل إذا ما منعت من التدخين

–       لماذا لا تصومين إذن؟ شخصيا جربت صيام رمضان وهو تجربة روحية قوية

–       لا أومن بروحانيات تنبني على تعريض الذات للألم. لا أتصور أن هناك إلها يطلب من خلقه أن يجوعوا

–       الصيام موجود في كل الثقافات بوذا صام طويلا قبل أن يصل إلى الإشراق

–       أومن أن الله محبة

–       مثل قلوبنا

–       أجل الله له قلب امرأة عطوفة، محبة مخلصة ورحيمة ولاتعاقب. الله لايمكن أن يكون إلا حبا. ماعدا ذلك لاأومن به. لن أجوع لكي يرضى علي الإله المفترض وليرضى علي الناس

–       تعرفين أن هناك عقوبة حبسية لمفطر رمضان؟

–       تخلف. كيف يمكن معاقبة من يشرب ماءا أو يدخن سيجارة هل يؤذي أحدا؟ أم أن الناس صاروا يشرعون كما يحلو لهم

–       استمتعي ببيرتك فرمضان لازال بعيدا

–       أتمنى أن لاتنتهي رحلتي في هذا الوطن في رمضان. إذا منعت من التدخين سأعود إلى فرنسا

–       توقفي عن التدخين إذن ياعزيزتي

–       هذا هو حلك أن يتغير الفرد بدل أن تتوافق الشرائع مع طموحات الأفراد، على الأفراد أن يتغيروا وينسجموا مع الشرائع، حلك واه ورجعي

–       نحن نعيش هكذا منذ أربعة عشر قرنا. الناس كلهم يتوافقون ويتخلون عن حرياتهم ليستمر هذا الوطن في الوجود

–       لقد خسرتم أربعة عشر قرنا وأنا أفهم الآن لماذا نظل متخلفين

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.