عبد الرحيم الصايل (المغرب):
قلت لهم
أنّي جمعت ما يكفي من الزلازل
كي أمشي مطأطأ الرأس
غير راغب في إضافة المزيد من الأشباح إلي خزانتي
وقانعا بالضجر
قلت لهم
أنّي كلما استيقظت من النوم
وجدت مسدسات كثيرة تشهر فوهاتها نحو رأسي
فأتسمر كجبل جليد
رافعاً ابتسامتي إلي أعلي
ومسلماً كلّ ما جنيته من الليل
قلت لهم
أنّي لم أعد
الناطق الرسمي باسم الجياع وذوي العاهات
ولا الجموح الذي كان يقلب الطاولة
علي الظلام
ولا الرجل الذي سيأتي محملا بالشلالات
ليطفئ حرائق العائلة
كما كانت تتنبأ الأم
ولا أي شيء، ولا أي شيء
بل صرت كل يوم
أضع اللمسات الأخيرة علي جنازتي
أطوف المدن مقبرة.. مقبرة
وأسأل حفاري القبور
عن موعد الدفن
قلت لهم
أني منهك وبردان
ولا داعي لانتظاري
كي أنازل العالم من جديد
فالأنفاس التي تبقت بحوزتي
بالكاد تكفي لأشعر بالذنب
قلت لهم كل ذلك
فلم يصدقوني
رغم أني كنت أتكلّم عارياً كهواء.