الرئيسية | شعر | في الأربعين ……| خالد البيهي

في الأربعين ……| خالد البيهي

خالد البيهي (المغرب):

           

 

فِي الأرْبعِينَ

أنَا هُنَا فِي الغَارِ

لاَ جِبْرِيلَ خَضَّ سَكِينَتِي

بِيَدَيْهِ

لاَ قَلْبِي تَغَيًّرَ

أوْ مَدَارَاتُ الكَوَاكِبِ…لاَ

وَلاَ قَمَرُ الكَلاَمِ انْشَقَّ

مَاذَا قَدْ تُخَبِّئُ لِي السَّمَاءُ

أنَا الًّذِي وَارَيْتُ عَنْهَا جُثَّتِي فِي الغَارْ

فِي الأربعِينَ

أنَا أنَا

لولاَ صدَى حَجَرٍ رَمَيْتُ بِهِ بأيَّامِ الصِّبَا

لَأكَادُ أسْمَعُهُ يَطِنُّ الآنَ

فِي ذِهْنِي

أقِيسُ بِهِ المَسَافَةَ بَيْنَ طِفْلٍ ثَائرٍ

وَعَجِينةٍ للصًّمْتِ حَارتْ كَي تُشَكِّلهَا

يَدُ الأسْرَارْ

فِي الأربَعِينَ

أنَا أنَا

لاَ شَيْءَ فِي صَوْتِي سِوَى لَحْنِ الرِّضَا

وَعَصاً أهُشُّ بِهَا عَلَى بَعْضِ الكَلاَمِ الفَجِّ

أخْشَى أنْ أقُولَ

وَلَسْتُ آمَنُ صَامِتاً

فِي الأرْبَعِينَ

أنَا أنَا

لَوْلاَ ارْتِفَاعُ الشَّمْسِ عَنْ لُغَتِي

وَلَوْلاَ أنًّ سَفْحاً مَدًّ لِي يَدَهُ وَبَادَرَنِي بِكأسِ الظِّلِّ

قَالَ : تَعَالَ يَا وَلَدَ الجِبَالِ

تَعَالَ..

ثُمَّ انْشَقَّ عَنْ وَجْهٍ كَوَجْهِي  كَامِلِ الأغْوارْ

فِي الأرْبَعِينَ

أنَا أنَا

مَاذَا تَغَيَّرَ فِي الطَّريقِ سِوَى خُطَايَ

وَوِجْهَتِي مَازِلْتُ أعْرِفُهَا

وَلَكِنِّي أُتَعْتِعُ حِينَ أُسْأَلُ : أيْنَ ؟

هَذَا الوَردُ فِي يُمنَايَ

هذَا الشَّوكُ فِي يُسْرَايَ

هَذِي الرِّيحُ فِي رِئَتِي يُهَذِّبُهَا شِرَاعُ القَلبِ

لَكِنِّي أُتَعْتِعُ حِينَ أُسْألُ : كَيْفَ ؟

وَالأسْفَارُ تُسْفِرٌ خَلْفَهَا الأسْفَارْ

فِي الأرْبَعِينَ أنَا هُنَا فِي الغَارِ

وَقْتٌ جَالِسٌ

يَتَحَسَّسُ السَّاعَاتِ فِي صَدْرِ المُنَبِّهِ

لاَ إِلَى جِهَةِ الحَنِينِ يَمِيلُ أوْ جِهَةِ السَّمَاءِ

أنَا هُنَا

لاَ وَحْيَ آخرَ

رُبَّمَا وَحْيِي تَنَزَّلَ

قَبْلَ أنْ يُبْنَى ظَلاَمُ الغَارْ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.