الرئيسية | شعر | ضفة بين نهرين | عمر الأزمي

ضفة بين نهرين | عمر الأزمي

عمر الأزمي

 

ألمٌ طازجٌ
مثل جسمِ الأغاني الذي شَمّسَتْهُ الأحاسيسُ والذكرياتُ..
وقلبي المريضُ بذكرى
يَجسُّ بقاياه بعد العبورِ إلى ضفّةِ الهذيانِ
ويغرقُ في بِركةٍ من ضجرْ !
..

أوْقفوا عبثَ المشيِ فوق حبال الزّمانِ ..
فإني تعبتُ من اللهثِ خلفَ البقايا ..
ومنْ وجعي
كلما دهسَ القلبَ
والرِّئَتَيْنِ
قطارُ الصُّوَرْ…

..
إنّني هادئٌ
مثل هذا الصّباحِ الوديعِ
وأعرفُ أن التّوحُّدَ بالشمس
يعني التّخفُّفَ من كلِّ شيءٍ
ومن كل لاشيءَ أيضاً..
وأيضاً
حزينٌ أنا مثل كلِّ صَباحٍ ..
وفي باحةِ الرّوح
ثمّةَ أرضٌ من الأغنياتِ
استحالتْ يباباً:
فلمْ تدرِ معنى بكاءِ السّماءِ،
ولم تدرِ معنى سقوطِ
المطرْ !
..
رأسيَ الآنَ مثقلةٌ
بالفَراغِ المُدَجّنِ بالوقتِ والموتِ والذِّكرياتِ..
وصوتيَ بُحّ الصّدى فيه… ( من فرطِ صمتي )
وموتٌ جبانٌ يحلِّقُ فوقي ..
إذا قمتُ أصرعهُ
– مثلَ طاحونةٍ في الهواءِ-
توارى ..
كما يتوارى
إله جبانٌ وراءَ القدرْ !
..
الوصولُ: الطّريقُ
العناقُ : الحنينُ
البكاءُ الغزيرُ: التّطَهُّرُ منكَ
الخفاءُ : التّجلّي
التّجلّي: الخفاءُ
التهوُّرُ في نبشِ ذكرى : الحذَرْ !

..
هكذا..
مثلما صاحَ “يوشعُ” في الأرضِ والبحرِ والرّيح
“كونوا جميعا صدى لرفيفِ جناحِ
النّوارسِ”
صِحتُ ..
ولفَّ البكاءُ البكاءَ بصوتي
ورُحتُ أجوبُ الكمانَ
ذهاباً / إياباً
إلى أن أطلَّ إلهُ الملوحةِ
من شرفةٍ في المدى
واعتذرْ !
..

لا أقولُ: “دموعيَ حزنُ نبيٍّ
يفيء بأشجارِ معجزةٍ
في البكاءِ الغزيرِ…”
ولكنْ أقولُ :
دموعيَ شاختْ
وصارتْ
شَجرْ !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.