الرئيسية | بورتريه | سلام إلى روحك أيها المتصوف النبيل. | سلمى بوصوف

سلام إلى روحك أيها المتصوف النبيل. | سلمى بوصوف

سلمى بوصوف

 

ولد محيي الدين ابن عربي سنة 559 ه بمدينة مرسية في الأندلس، وقد لزم مكة في عام 598 ه و أخد يلقي الدروس فيها، فقصد إلى حلب والموصل وبلاد الروم حتى طاب له المقام في دمشق حيث توفي سنة 638 ه، ودفن على سفح جبل قاسيون.

لابن عربي مؤلفات عديدة لم يصلنا منها إلا القليل منها كتاب “الفتوحات المكية”، الذي يؤكد فيه انجلاء عالم الحق له، كما يعالج فيه مواضيع متعددة منها الله، الحلول والاتحاد .. إلى جانب ذلك له ديوان “ترجمان الأشواق” الذي يزدحم بمعاني الغزل، فضلا عن كتابي “فصوص الحكم”، و”شجرة الكون”.

تتكون فلسفة ابن عربي من عناصر عدة، أهمها الحب، والحلول، ووحدة الوجود، وحقيقة الدين، والتخيير والتسيير والفناء. ينقسم الحب حسبه إلى ثلاث درجات: الحب الطبيعي، الحب الروحي، والحب الإلهي وهذا الأخير هو محبة الواحد مصدر كل محبة، وتعتبر حقيقة الحب والذات الإلهية نفس الشيء. تتجلى وحدة الوجود في أن العالم يعد تجليا للذات الإلهية، وبالتالي لا ضرورة لثنائية الله وخلقه، إلى جانب ذلك يتطلب حلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني تطهير هذا العنصر الإنساني وذلك استعدادا للحلول  ويتفاوت حلول العقل الإلهي في الكائنات بتفاوت استعدادها لقبوله. يرى ابن عربي أن كل دين لا يشتمل إلا على جزء من الحقيقة، وبالتالي فإن النزاع حول الأديان لا معنى له، لذلك على المتصوف ألا يدين بدين واحد. يعد الإنسان في مسألة التخيير والتسيير سيد أفعاله لأنها ببساطة صادرة عنه. أما الفناء عند ابن عربي فهو أنواع ومقامات منها: الفناء عن المعاصي، والفناء عن صفات العالم المحسوس، والفناء عن الذات الجسمانية…إلخ

بلغ الشعر العربي الصوفي مبلغاً على يد ابن عربي، حيث أن أبرز ما يتجلى فيه فكرة الحب الإلهي، ومما لا مناص منه أن الشعر الصوفي يفيض بالمصطلحات الصوفية ك: المقام، السفر والسلوك، الفناء والبقاء، الذوق والشرب والري، الغيبة والحضور، السكر والصحو،الحبيب والحبيبة إلخ ..

من أشعار ابن عربي

لقد صار قلبي قابلا كل صورة                  فمرعى لغزلان ودير لرهبان

و بيت لأوثان وكعبة طائف                    و ألواح توراة و مصحف قرآن

أدين بدين الحب أنّى توجهت                   ركائبه، فالحب ديني و إيماني

****

أنا على حكم النوى                            فليس شيء بيدي

مقيد في وقتنا                                 مابين أمسي و غد

جسمي لجينٌ خالص                          حقيقتي من عسجد

يقول ربي: إنه                                خلقني في كسبد

فكيف أرجوا راحة                             ما دمت في ذا البلد

لو لم يكن لي كفوءاً                           كخالقي من أحد

فالنعت نعت واحد                             في عين ذا العدد

و إنني لخالقي                                في خلقنا كالعدد...

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.