الرئيسية | فكر ونقد | سطوٌ أدبي | نمر سعدي

سطوٌ أدبي | نمر سعدي

نمر سعدي (فلسطين):

 

هل يتذرَّعُ البعضُ بقولِ الجاحظ أن المعاني مطروحةٌ على قارعةِ الطريقِ وهم يسطون على نصوص غيرهم؟ ربَّما.. مع عدمِ إشارة الجاحظ إلى الألفاظ في مجملِ قولتهِ تلك،

ما معنى انتشار ظاهرة لصوص القصائد المتربِّصين لما يخطُّ هذا الشاعر أو تلك الكاتبة على صفحتهِ الشخصيَّةِ في فضائهِ اللامحدود على مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل هذه غيرةٌ أدبيةٌ باتتْ تكشفها لنا الشبكة العنكبوتية في وقت أصبحَ العالمُ فيهِ غرفةً صغيرةً تطلُّ من خلالها على ما تريد؟

موضوع السرقةِ الأدبيةِ باتَ يقلقُ الكثيرَ من المبدعين في الآونة الأخيرة، خاصَّة روَّاد مواقع الشبكة العنكبوتية وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي وكثيراً ما يحيلنا إلى قضايا ومسائل أثارها نقَّاد كثيرون حول مسألةِ سرقةِ كاتب مرموق أو شاعرٍ مشهور لأفكار أو حتى لنصوص بأكملها من شاعر أو كاتبٍ آخر.. نتذكَّر كتاب (أدونيس منتحلاً) للشاعر والمترجم العراقي البارز كاظم جهاد حيثُ يوردُ شهاداتٍ كثيرة تشير الى انتحال أدونيس لأفكار غيرهِ من شعراء ومتصوفين ونتذكر سرقة روائي كبير لأفكار وحبكة روائي آخر وأيضا قصائد كثيرة منحولة بالحرف لشعراء عرب مشهورين.

ما يوجعُ أكثر في هذا الموضوع الشائك.. أكثر حتى من الاتهام الصريح بسرقةِ فكرة شعرية.. أن يتصلُ بك أحد الأصدقاء ليصفعكَ بادِّعاء أنك بنيتَ قصيدتك من خيوطِ قصيدتهِ التي نشرها البارحة فتبهتُ من كلامهِ وتردُّ عليهِ بأنك لم تقرأ ما كتبهُ هو وحينَ تقرأ ما نشرهُ تجد أن لا شيءَ يربطُ بينَ النصَّينِ.. لا أفكار ولا تناص ولا مدلولات ولا حتى خيوط واهية تجمعُ بينَ القصيدتين، كلُّ ما في الأمر أن مفردةً واحدةً تكرَّرتْ في النَّصين.

شخصياً وحسب علمي لم أجد نصوصاً لي منشورة بتذييل أسماء آخرين مع كثرة نشري على الشبكة العنكبوتية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.. ولكن يحدث أن يفاجئني أحدهم أو احداهنَّ بقوله بأنه تأثَّرَ بأجواء قصيدة لي وتعلَّم منها أو استعارَ مناخاتها وذلك لا يضايقني أبداً كشاعر، أو أن هناك تقارباً فنيِّا على مستوى المخيَّلة والألفاظ بين ما كتبه أحدهم أو ما نشرته احداهنَّ.. حتى من غير أن أطلِّع على نُشر.. هل هي مسألة وقع الحافر على الحافرِ؟ عادة ما تتعرَّضُ نصوص الشعراء المشهورين أو الذين يتمتعون بقاعدة قرَّاء واسعة للسرقة الأدبية.. إما عن طريق سرقة الأفكار وإعادة صياغة النصوص مع إخفاء بصمة الشاعر الحقيقي أو سرقةِ النصوص كاملةَ كما هيَ ومهرها باسم غير اسم الكاتب الحقيقي، وبكل إصرار وصلف وثقة بالنفس.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.