الرئيسية | ترجمة | ستيفن كراين الشاعر | تقديم وترجمة محمد قنور

ستيفن كراين الشاعر | تقديم وترجمة محمد قنور

ترجمة وتقديم محمد قنور

العديد من الأسماء الأمريكية من مثل إدغار ألان بو ووالت ويتمان وإزرا باوند وت.س. إليوت وغيرهم وصلت أصواتهم الشعرية إلى العالم العربي. إلا أن ستيفن كراين عرف في العالم العربي كروائي بروايتين مترجمتين إلى اللغة العربية وهما “ماغي فتاة الشوارع”، ورواية “شارة الشجاعة الحمراء” التي ترجمها الأديب الفلسطيني الراحل “سرحان الغول”.

وأنا أتعقب صوت هذا الشاعر في الأدب الأمريكي لم أجد بالمقابل إلا ترجمة رسمية وحيدة لقصيدة وحيدة بعنوان “كتاب الحكمة”. لذلك قد تكون معرفتنا بشاعرية كراين شبه معدومة رغم كون تجربته كُتبت باللغة الانجليزية التي تبقى الأكثر تداولا إلى جانب الفرنسية لمعرفة ما يدور في جل أنحاء العالم خصوصا في الجانب الأدبي، قد يعود السبب الرئيس إلى كون كراين كتب خطوطه كما يدعي (ليست أشعارا) ولم يعطيها أهمية مثلما فعل مع الروايات والقصص القصيرة، حيث كان يقول “أنا لست شاعراً حقيقياً ولا أريد أن أكون كذلك”.

لقد كتب ما يزيد عن مائة قصيدة قصيرة من دون أن يضع عنوانا لأغلب القصائد، جمعت أغلبها في ديوانين: “الفرسان السود” سنة 1895 و”الحرب ودية” سنة 1899. بعد ما يزيد عن عقدين من مماته وبالضبط سنة 1926 ثمة إضافة اسمه إلى أنطولوجيا شعراء أمريكا. هنا ثلاثة قصائد للشاعر مختارة من المجموعتين:

في الصَّحراء

رأيتُ مَخْلوقاً عارياً وبوهيمياً،

يَجلس القُرْفُصاء على الأرْض،

يَحْمل قَلْبه بين يَديه،

ويَأْكل مِنه.

قُلْت، “هل هو جَيّد، يا صديقي؟”

“إنه مرٌّ – مر،” أجاب؛

“لكنّ أحبَبْته

لِأنه مر،

ولِأنه قَلْبي.”

صَرَخْت، “مُتعَجّباً، لكن-

الرّمال والحَرارة والأفُق الشاغر.”

فقال صوتٌ، “إنها لَيست صَحراء.”

***

كنت في العَتمة؛

ولم أتمكن من رُؤية كَلِماتي

ولا حتَّى أمنِيات قَلبي.

وفجأة انقَشَعَ ضوءٌ عَظيمٌ-

“ادخَلَني إلى العَتمة مرَّةً أخرى.”

***

لا تبكِ أيتها العانِس، لأن الحرْب وِدِّية

لأن عاشِقك ألقى بأيادي موحِشة نحوَ السماء

والمُفْزِع فَرَسٌ رَكضت لِوَحدها،

لا تبكِ.

الحرب ودية.

أجشّ يقرِعُ الطُّبول للحشْد،

أرواح قَليلة تتَعَطّش للصِّراع

وُلد هؤلاء الرجال للتَّدريب والمَوت

فوقَهم ذُباب المجْد غير مُبرّر

عَظيمة هي معركةُ الإله وممْلَكته عَظيمة

ألاف الجُثَث تَتَمَدّد في الميْدان

لا تبكِ يا عَزيزتي لِأن الحرب ودية

لأن أباك تَعثَّر في الخنادِق الصّفراء

احتَدَمَ الدم على صَدره وتَجرّع الألَم وماتَ

لا تبكِ

فالحرب ودية

شِعار الحشْد حَريق خاطِف

نسر من الذَّهب وشارَة حمراء

وُلدَ هؤلاء الرجال للتَّدريب والموت

غايَتهم الذبْح الطّاهِر

امتِياز القتْل بِبَساطة

وآلاف الجُثَث تَتَمَدَّد في الميْدان

وقلب الأم مُعلَّق ومَهْزوم كالزّر

على الكفن الساطِع والباهِر لابنك

لا تبكِ.

فالحرب ودية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.