الرئيسية | شعر | سأختلق من العدم سحابة تظللني في بيداء حنيني | أسماء عزيز

سأختلق من العدم سحابة تظللني في بيداء حنيني | أسماء عزيز

1أسماء عزيز

 

لوهلة.. اعتقدت أن قلمي قد أصابه إجحاف

وأصبح على مشارف سن اليأس

أو أنه دخل في طور عقم مزمن

فاجأني بأن العشاق

لا ينقطع عنهم وحي الإلهام ونزف شهوة الحرف

وان للعشق ميولٍ سادية وأهواء ماسوشية

تتبلور في أحضان الليل لتفضح ملامح الشوق

وتزف الدمع فوق عروق ورقة صماء

سأكتبك اليوم غائبا ..

مُهشمة بقلمي كل المعاني التي خدعتني بهيبة الانتظار

محرقة بحرفي هرم الأمنيات التي طالما سعينا نحوها وكانت سرابا

سأختلق من العدم سحابة تظللني في بيداء حنيني

وأكتب وصيتي التي أظنها الأخيرة

لسرمدية الهوى ..

لعاشقة أنهكها اقدامك وإحجامك

وهرولتها في برزخ ما بين مدك وجزرك

وصية أنثى أُصيبت بلعنة الفراق

وباتت على شفا حرف من الاسقاط

سأنزف أشواقي بلا هوادة ..

على قارعة الليل و عروق الورق

أيها السابح في دمي ..

الليلة .. سترتدي أبجديتي أقنعة الهجر والوصال

سأكتب ملء اهتزازات نبضي ورعشة أطرافي

وأبوح ما لم يسعفنِ الوقت بقوله لك

فهيئ قريحتك لطوفان مشاعري

ذعني أقتبس من مهرجان الأمس طقسا

أسرق من ثغره قبلة

ومن أمسياته عناقا

تتشابك به الايدي وتلتحم الأنفاس

ذعني أنسلخ عن هيمنة المادة

كجملة خارج النص

كعاشقة استثنائية ألهمها عشقها باندلاقة من فوهة الزمن

لألج مدينة عشقك

أتمرغ على ترابها

وأقيم مأدبة حب على شرف اللقاء

أقاسمك أنس الليالي

بفستاني المخلمي الأحمر

أطلق طيور الرغبة من قفص أحلامي

وأحرر قوس قزح من كراسة أوهامي

وكغجرية عاشقة ..

انصهر معك في بوتقة اللهفة والوله

سيدي ومالك زمام شوقي

قد بلغ السيل الزبى

أما علمت انني لن أنتمي لشيء سوى لوطنك المشتهى

وأنك بوصلة خافقي الذي ينبض بك

وان لا هوية لي بعدك

ولا عزاء لي سوى انبثاق آخر

قد ينجلي الغمام ويكسر القيد

ويشفع لنا زلات أهوائنا

فلنصنع للحب مقاما

فوق أقببة الغد

في سماء ثامنة

نختلس من الجنة ترابها

ومن الفجر نسماته

ومن الزهر شذاه

ومن العشق فصوله

ومن الزعفران عبقه

ومن اللذة طقوسها

نتماوج بجنون

نخترق العرف والمنطق

ونحدث خللا في سنن كوننا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.