الرئيسية | شعر | راعية أفكاري الهوجاء | حسن حجازي

راعية أفكاري الهوجاء | حسن حجازي

حسن حجازي:

 

 

             -1-

بنفس العصا المتآكلة

تهش راعية الغنم

على قطيع ظل الطريق

لمرج أخلفت وعدها به

أمطار خريف مهادن،

بنفس العصا

تهش على أفكاري الهوجاء

التي لم تهتد بعد

لكوة النور

المترائي بين الحلم وصنوه!

           -2-

عيناها لازورديتان

بكل ما يكفي البحر

للتماهي مع سر اللون

ومعنى امتداده

في عمق المدى،

راعية الغنم الغافية الآن

بمحاذاة كسرة رغيف

مبلل برهاب وقت متحجر

لا تعرف البتة البحر

لم تره إلا من وراء

حجاب الماء الراكد

عند تخوم قريتها المنسية،

لكنها تعي كل صمته

المطبق على شفتيها المرتجفتين!

               -3-

راعية الغنم الجميلة،

أميرة الحقول العطشى

حارسة البيادر

المشتاقة على الدوام

لبر وتبن. .

ناظرة الفزاعات الهلوعة،

ما عدت أراها إلا من داخل

ذلك الإفريز الخشبي،

لم تعد تهش على حملانها الوديعة

لكنها لم تقلع قط

عن ملاحقة أفكاري الهوجاء

التي يقودها قطيع ذئاب ساغبة!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.