الرئيسية | شعر | ديسكو في باريس | هاتف جنابي – العراق / بولندا

ديسكو في باريس | هاتف جنابي – العراق / بولندا

أتينا من أرض الطقوس والتواريخ الغابرة

 بحثا عن أرواحنا الهائمة في المكان القصيّ.

للإيقاع سحرٌ تباركه ربّاتُ الفصول في العُلا،

تسقيه (هيبي) من رضاب الخلود

في ساعة من ليل العالم الخَفيّ.

ترتوي اللحظاتُ من كأسِ الجنون،

من رحم السمع واللمس والحركة

من فيض الأحاسيس في مختبر الجسد.

قال لي هامسا مسمارُ الخشبة:

كم طرقوا رأسي بأقدامهم لكنني كلما كرّروا

غصتُ في العمق وصرتُ أعْتى.

سألته مازحا:

هل الكرسيُّ لا يرفسني والمسمار لا يجرحني

أنا الغريب ذو الإيقاع من العصر الحجري؟

أنتِ أيتها السمراء والشقراء وأنتِ الداكنة،

يا ملائكةَ الحبّ/ مرحى لهذي الهمسات

لضوءٍ في بَرْزخ النهدينِ وابتسامةٍ تنعكسُ

في تكوّر الكأس وختمِ الفم.

قلتُ هذا ليس مكانا يُقصي المباهج

كبغدادَ أو النجفِ،

ليستْ حجارةً صماءَ

تُدَحرجها يدُ الأقدار إلى رأس الشقي،

ليستْ عاصفةَ الصحراء التي فلقتْ قلب العراق

ولا الإيزيدية التي مزّقتْ صدرها ندبا على ابنتها المغتصبة.

هذا المكان ليس بَرّا متوحّشا مُستباحًا منذ سنين

بأسماء مُسْتلَفة        من كتبٍ صفراء

          في بلاديَ المنتَهَكة،

لكنه موضعُ التطهير والغفران

ترقص فيه الضريرةُ والمبصرة

يهتزّ كلّ شيء طربا،

الأخوّةُ تنمو والزهور بلا ماءٍ تُزهر

لأنها تُسْقَى من أدمع الفرح.

أتينا من بلاد يشيب الرضيعُ فيها

والفتى لا يُعَمِّرُ

نطوي صفحة الماضي بما فيها

كي نولد من جديدٍ على إيقاع المستقبل.

برمنغهام، 9. 12. 2021

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.