الرئيسية | شعر | حتى إذا فار الحلم… | دامي عمر

حتى إذا فار الحلم… | دامي عمر

دامي عمر:

في البيت المهجور
أموات كثيرون
يتجشأون
ويمضغون فراغ الغرف
و صدا الشبابيك
يدخل النهار خجولا
كي لا يزعج صمتهم الضاج
و يمسح أرجلهم عن العتبات
نحن نصبر الموتى
في علب الذاكرة الغراء
ونخرجهم عند الحاجة
كي نقاضي الحياة

…..
في البيت القديم
راديو Telefunken Gavotte موديل 58
يقصفنا منذ طفولته باخبار الهزائم
وأغاني العلب الرخيصة
وأخبار الجفاف
وهبوط الضغط في شرايين الحياة
كما في سعر الذهب الاسود
أبحث عن صوت يشبهني
وكلما قبلت شفتين
أحسست بملح الجرح في فمي
فكأن كل الشفاه جراح

….

في البيت القديم
نشأت مخيلتي ميدانا لحروب قديمة
تذكرت كيف تدربنا
على صهيل السيوف
وامتطاء الصهوات
وحين فاض التنور بالأزيز
كان أطفالنا حقل الغام
وكنت شاعرة
لا تجيد سوى الرثاء

…..
في البيت القديم
تستعيد كرمة تاريخها
من شق في الحائط
تخرج خضراء
كحب خصيب
كذلك هي الحياة
تتسلل من شقوق العدم
كما الحقائق العظيمة
ملعلعة…
تمشي على رقاب الموتى
ولا تخاف …

……
في البيت القديم
طفل يصنع زورقا
من أوراق كتب صفراء
حتى إذا فار الحلم
وغدا الطريق نهرا
حمل الطفل شجيرة الكرم
و جدف صوب الشمس
تاركا البيت
الموتى
الراديو
الحروب
…..طفل
قارب…
وشجيرة خضراء…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.