الرئيسية | ترجمة | تَحيةٌ إلى فَاغْرَاكَارْيَا | ألَن غينسبيرغ | ترجمة: مصطفى الرادقي

تَحيةٌ إلى فَاغْرَاكَارْيَا | ألَن غينسبيرغ | ترجمة: مصطفى الرادقي

ترجمة: مصطفى الرادقي

 

 

الآن، والقوسُ وسهمُ السّامورايْ، فُرشاةُ السّومي، فنجانُ الشايْ

ومِروحَة الإمبراطور، في يدي

ماذا لو شربتُ كوبَ ماء؟

مُمْسكاً بِقَضيبي لكي أتبول، إنه المُحيط يَنْبجِس .

جالساً لِتناول طعامِ العشاء، الشمسُ والقمرُيَملآنِ صَحْني .

 لماذا أتأمل ؟

أتأملُ لأن الدادائيين صَرخوا في زُقاقِ المِرآة

لأن السورياليين الْتَهَموا وَسائدَ مَسْعورَة

لأن المُصَوِّرين يتنفسون بِهدوء في رَادْفوردْ ومَانْهَاتنْ

لأن 2400 عام

لأن بوذا رأى جثة في لومْبِينِي

لأن الهِيبِّيين رَقوْا الْجَاوِيَة يوماً في سماءِ الغازِالمُسيل لِلدموعِ في شيكاغو

لأن ليس هناك لأن

لأنني لمْ أتمكّنْ منَ الصعودِ منْ نُقطةِ اللاّوِلادَةِ إلى الْمَهْبَل

لأن الأمرَ سهل

لأن غيرذلك يَجعلُني أغْتاظ

لأنهمْ قالوا لي قُمْ بذلك

لأنني قرأتُه في كتبِ الرسوم المُتحركة

لأنني أبْصرتُ خَيالاتٍ وابْتلعْتُ حَبّة إلْ إسْ دِي

لأنني لا أعرفُ فِعلَ شيءٍ آخرَ مثلَ بيتر أورْلوفْسْكِي

لأنهُ بعدَ أنْ طردَ ستالين لونَاتْشَارْسْكِي أهْدَى جْدَانُوفْ

مَلعباً لِلتِّنِسْ وأصبحتُ تائِهاً كَوْنِيّاً

أتأمّلُ جالِساً في قَوقعَةِ الأنا القديم

أتأمّلُ مِن أجْلِ الثورةِ العالمية

أتأمّلُ مِن أجْلِ رامْبو

نُضْج

شَابّاً كنتُ أحْتسي البيرة وأتقيّأ الصفراءْ

عَجوزاً شربتُ النبيذَ وتقيّأتُ الدمَ الأحمرْ

الآن أتقيّأ الْهواءْ

 كُلُّ شيءٍ جِدُّ مُختَصَر

يَنبغي عَليّ أنْ أهْجُرَ

الكُتب، دَفاترَالشيكاتْ، الرسائلْ

الإضْباراتْ، الشقة

الوَسائدْ، الجَسدَ والجِلْد

وحتى وَجَعَ أسْناني .

 هاتانِ الإثْنتان

قالتِ الشجرةُ الأولى

       لاأحبُّ وُقوفَ هذه السيارة البيضاء تحتَ أغصاني،

                       إنها تَفوحُ بِرائحَةِ البِنزينْ

أجابتِ الشجرةُ المُجاوِرَة

      أنتِ لا تَرْضَيْنَ أبداً

             إنكِ عُصابية

      انْظُري فقط كمْ أنتِ مُلْتَوية ..

 كَفَنٌ أبيض ( مقطع )

نادَوْني وأنا نائم

في المدينةِ الكُبرى لِلمَوتى

حيث لا بيتَ لي ولا سَقف

باحِثاً عن غُرفتي القديمة

بِقلبٍ مُفْعَمٍ بِمَشاعِرَ تراجيدية

وحيث جَدتي المُسِنّة نامَتْ

على سَريرِأواخرِ أيامِها

وأمي الأقل جُنوناً مِني تَضحك

وتَصرخُ لِكوْنِها لازالتْ على قَيْدِ الحياة .

 

 القصائد من ديوان ،” كفنٌ أبيض “.

–  ألَنْ غينسبيرغ ، أمريكا  Allen Ginsberg, Amérique

         ( 1926،نيوأرك / 1997، نيويورك )

هو الشاعر الأمريكي الصادح، والعضو المؤسس لحركة جيل البيتنكس. ينحدرمن أسرة أمريكية ذات أصول يهودية، من أب شاعرومُدرّس للغة الإنجليزية وأم مناضلة شيوعية.

يتميزنتاجه الأدبي والفني بالحداثة والانفتاح على إيقاعات وأنغام موسيقى الجازوالبُّوبّْ،

وروحيته البوذية والهندوسية. ساهم في التقارب الفكري والإيديولوجي بين حركتيْ البيتنكس في الخمسينات والهيبِّيين في الستينات؛ حاشداً حوله مجموعة من الشعراء والفنانين الكبار، مثل غريغوري كورسو، جاك كيرواك ، نيل كاسادي، ويليام بوروز، بوب ديلان…

أثار نشر قصيدته النثرية المطولة ” عُواء” (ترجمها إلى العربية الراحل سركون بولص)،  ضجة أدبية وأخلاقية بدعوى لغتها العارية والفاضحة؛ مما كان سببا في إدانة الشاعر، ومنع القصيدة من التداول لِكونها مُخِلّة بالحياء. لكن القصيدة سَيُعاد إليها الاعتبار والاعتراف بقيمتها الفنية والأدبية في سياق التعبيرعن عصرها. وقد طبعَ ووزعَ منها رَفيقُ دربِه الشاعر لورنس فيرلينغيتي حوالي مليونيْ نسخة.

وبسبب أفكاره التحررية ومعارضته للسياسة الأمريكية الإمبريالية، اعتُبِرغينسبيرغ،عن غيرحق، من طرف الإف بي آي بمثابة شخص مُهدِّد للأمن الداخلي.

وبفضل شخصيته الكاريزمية، كان الشاعر دائم الحضور والمشاركة في العديد من التظاهُرات السلمية (ضد حرب الفيتنام)، والاجتماعية والسياسية إلى جانب الشيوعيين، والموسيقية التي تُمررروحانية شرقية مُثارة بواسطة المُخدر. وهو مُبدع الشعار( سُلطة الورد) الذي تبنّاه الهيبِّيون في الستينات.وعمِل الشاعر في مجال السينما كممثل وكاتب سيناريو،وفي مجال التأليف الموسيقي. كما ترحّل عبر عدة أقطار، كالمكسيك، الهند، اليابان، الصين، روسيا، كوبا، المغرب، تشيكوسلوفاكيا..وتأثرالشاعر بعمق بجماعة من الشعراء البنغاليين من مدينة كولكاتا معروفة بإسم (الجوعى).

يتميز شعر غينسبيرغ، الذي يُعتبر بمثابة بيان جيل البيتنكس،بِحُرية النبرة،والأسلوب ذي الطابع المُفكك والمُفتّق عن عَمد، ومُرتبط بكتابة أكثرتلقائية لِخَلق عَروضٍ خاص جدا.

من أهم دواوينه الشعرية 🙁 عُواء وكاديش)، (نشيد البلوتونيوم)، (تحايا كونية)، (كفنٌ أبيض) (قصائد مُشرقة)،(سُقوط أمريكا)،(الحصان الحديدي)، (أنْفاسُ الروح)، (أخبارُ الكوكب)، (سندويتشات الواقع)..

وقد حصل الشاعرعلى جائزة الكتاب الوطنية عام1974، ووصل إلى نهائي جائزة البوليتزر الشهيرة.

شاعر ومترجم من المغرب**

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.