الرئيسية | أدب وفن | الفن | تشكيل | تاريخ أدوات الرسم والأدوات التشكيلية

تاريخ أدوات الرسم والأدوات التشكيلية

يعدُّ الفن أحد أقدم الهواياتِ الإنسانيّة التي أغنت حياة البشر، ولكن كم يختلفُ الفنّ الذي نعرفه اليوم عن الفنون منذ آلاف السّنين؟ والأهم من ذلك، متى ظهرت الأدوات الفنّية التي نستخدمها اليوم؟

1- قلمُ الرصاص:

لنبدأ أولاَ بقلم الّرصاص والذي نسمي الجزء المستخدم منه في الكتابة ِ بال ” الرّصاص” رغم أنه في الحقيقة مصنوع من مادة الغرافيت والتي يعود اسمها الى الأصل اليوناني غرافين graphein والتي تعني “الكتابة”. وقلم الرّصاصِ الذي لا غنى عنهُ اليوم لم يكن ممكناً لولا العثور على رسوبات غرافيت نقيّة استثنائيّة في إنكلترا عام 1564. وتتدرج أقلام الرّصاص التي يستخدمها الفنّانون تبعاً لقساوتها نسبةً لكمية الصلصال المستخدم في تماسك الغرافيت. وقد أصبحت رسومات أقلام الرّصاص والرسومات التخطيطية شائعةً خلال القرنين السّابع عشر والثّامن عشر وإن كانت عادةً تستخدمُ لوضع الخطوط الأولية فقط إلا أنها أصبحت تُستخدم من قبلِ العديدِ من الفنانين لإنجازِ لوحاتٍ كاملة باستخدامِ أقلام الرّصاصِ فقط.

2- حاملةُ اللوحات:

الرّسمُ على لوحات مستندةٍ الى حوامل كان بديلا واضحاً عن الرّسم على الجدران. ويُعتقدُ أنّها استخدمت في مصر القديمة. ويعودُ أوّلُ وصفٍ كتابيٍ لها إلى بليني الأكبر( كاتب يوناني قديم) في القرن الأول. وفي القرن الثّالثِ عشر أصبح الرسم باستخدام حوامل اللوحات أكثر شيوعاً من الرسم على الجدران.

3-أقلامُ الحبر:

لأقلام الحبر ثلاثةُ أسلافٍ سبقتها في الاستخدام وهي: الفرشاة ( التي استخدمها الصّينيون للكتابة في الألفيّة الأولى قبل الميلاد)، والأقلامُ المصنوعةُ من القصب ( والتي استخدمها المصريون حوالي عام 300 قبل الميلاد) ، بالإضافةِ إلى الأقلام المصنوعة من ريش الطّيور ( في القرن السّابع أو قبل ذلك). أما الأقلام ذوات الرؤوس المعدنيّة المدبّبة فقد طُوّرت في أواسط القرن التّاسع عشر. ولم تكن تلك الأقلام تحتوي على مخزن للحبر بل توجب غمسها في المحابر، أما تلك التي احتوت على مخزن حبرٍ (أو خرطوش) فتعود لعام 1884م .أما الأقلام ذات الكُرة فلم تصبح شائعةً حتى ثلاثينات أو أربعينات القرن الماضي. بالنسبة للأقلام الّسلسة التي نستخدمها اليوم فلم تكن متوفرةً تجارياً حتى ستينيات القرن الماضي ومعظم اللوحات المنجزة بقلم الحبر قبل القرن العشرين استخدم فيها أقلامٌ من القصب أو الرّيش. ومن الفنانين المشاهير الذين فضّلوا استخدام أقلام الحبر في لوحاتهم: بابلو بيكاسو، وهنري ماتيس، ورامبرانت، بالإضافة لفنسنت فان غوخ.

4-فرشاة الرّسم:

وهي أحد أقدم لوازم الرّسم فقد استخدمت في العصر الحجري القديم (منذ حوالي مليونين ونصف سنة مضت). ونجد أمثلةً عليها في كهوف إسبانيا وفرنسا وفي الأضرحة المصريّة القديمة. وقد كانت تُصنع من أنسجة الحيوانات كشعر الخنزير الخشن وشعر الحصان. أما فراشي الألوان الحديثة فتُصنع من النايلون، البولي ايثيلين وحتى الأسلاك.

5-الألوان الزّيتية:

جرى الاعتقادُ حتى وقتٍ قريب أنّ الألوان الزّيتيّة قد نشأت في أوروبا في القرن الحادي عشر، لكن في عام 2008 أكتُشف أنّ الألوان الزّيتية (المستخرجة من مصادر طبيعيّة) استُخدمت في الرُّسومات الكهفيّة في أفغانستان في القرن السّابع. وبحلول نهاية القرن السّادس عشر أصبحت الألوان الزّيتيّة الخيار الشّائع لدى كثيرٍ من الفنانين وخصوصاً في إيطاليا.

6- عجلةُ الفخار:

تعدُّ صناعةُ الفخّار أحد أقدم أشكال الفن واستخدامُ العجلة فيها يجعلها أسهل وأعقد في نفس الوقت وخصوصاً بالنسبةِ للعجلات البدائية التي وجدت منذ خمسة أآلاف سنة أو أكثر، والتي كانت تُدار بواسطة اليد أو القدم. كانت “العجلات السريعة” تدور فوق صخورٍ ثقيلةٍ بواسطةِ الرّكل أو الدّفع باستخدام عصا، وكانت البراعةُ تكمنُ في تنسيق حركات اليدين والقدمين مع هذه العجلات. وبحلول القرن الثّالث عشر كان بعض صانعي الفخّار يوظّفون صبيةً صغار لإدارة تلك العجلات. لحسن الحظ أن عجلات الفخار الميكانيكية اختُرعت في القرن التّاسع عشر، أما المستخدمة اليوم فمعظمها كهربائي.

7- أقلامُ التّلوين الشّمعيّة:

منَ الصّعبِ تعقّبُ تاريخِ أقلامِ التّلوين الشّمعيّة، لكن قد يعود تاريخ التّركيبة الأساسيّة من الّشمع والّصباغ لآلافِ السنين في مصرَ القديمةِ واليونان.على أيةِ حال، ربما تعود فكرتها الى الطباشير أو الباستيل الذين عُرفا في القرن السّادس عشر،إلا أنّ تطوير الفكرة الى أقلامٍ تعتمد على مادة الشّمع في تركيبتها تمّ في القرن التّاسع عشر، أما الأقلام التي يستخدمها العديد منا فيعود تاريخُ ابتكارها لعام 1902م .

 

عن المصدر

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.