الرئيسية | بورتريه | بورتريه: صامويل بيكيت والفكاهة السوداء | محمود محمد

بورتريه: صامويل بيكيت والفكاهة السوداء | محمود محمد

محمود محمد – مصر

 

صامويل باركلي بيكيت كاتب إيرلندي، و كاتب مسرحي، بالإضافة أنه كان ناقد أدبي وشاعر ولد في فوكس روك دبلن في 13 ابريل عام 1906 كان من أحد الكتاب المشهورين في القرن العشرين، يعد بيكيت الكاتب الأهم في السلوك الأدبي لتيار “مسرح العبث”، كتب أكثر أعماله باللغتين الفرنسية والانجليزية ثم ترجمها بنفسه إلى لغات أخرى.

كان يكتب أعماله وفقا للإنسان المعاصر كان بالفعل يميل إلى التشاؤم ، قد شرح بيكيت هذا التشاؤم بأسلوب الفكاهة السوداء  في تلك الأعمال التي أتى بها في صورة الإيجاز و الإختصار، حصل بيكيت على جائزة نوبل في الأدب عام 1969 تكريما له على أعماله التي كونها بشكل جديد في أنواع الروايات في الأدب المسرحي. ويمكن تقسيم أعماله إلى ثلاث أقسام:

 الأعمال الأولى هي  تلك الأعمال التي كانت مستمرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، جهز بيكيت أعماله بدقة عاليه والتي كتبها بلغة تعد مشتقه من أسلوب جيمس جويس، كما تعد بعض أقسام هذه النصوص غامضة إلى حد ما، ظهر ذلك الأسلوب واضحا في الجمل الافتتاحية لمجموعة قصصه القصيرة المجمعة في كتابه “علاقات بلا عشق” في عام 1934.

في انتظار غودوالمرحلة المتوسطة هي تلك الأعمال التي أنتجت أفضل آثاره والتي عرفت فى الفترة 1945 حتى بداية عام 1960 ، كتب أربع مسرحيات طويلة مسرحية في (انتظار غودو) من عام 1948 حتى عام 1949، مسرحية (نهاية اللعبة) من عام 1955 حتى عام 1957، (شريط كراب الأخير) عام 1958، مسرحية (الأيام السعيدة) عام 1960 ، وفى المطلق العام بشكل صحيح أو خاطىء هذه الأعمال الأربعة كانت بشأن مسرح العبث ، تشرح مسرحيات بيكيت في مجملها العام (اليأس) الذي نشعر به اتجاه حياه غير مفهومه والتي لا نستطيع معرفة حقيقتها، وعلى الرغم من هذا نجده يشرح في مسرحياته وكتاباته إرادته في طلب استمرار الحياة والبقاء بها، في مسرحية (نهاية اللعبة) من خلال كلمات نيل وهو من أحد الشخصيات، الذي كان يعيش في صناديق القمامة والذي تحدث ببساطه عن حوار غير واقعي “لا يوجد شىء هزلى أكثر من التعاسة… أوافق وبشده على أن التعاسة هي الشيء الأكثر سخفا في العالم، في البداية نضحك منها من القلب، لكن هي نفسها مثل فكرة جميله التي تشرح بفصاحة فنعجب بها لكن، لم نضحك لها في النهاية.. أي أن (التعاسة الأكثر سخفا وهزلا في العالم نضحك منها في البداية ونبكى منها في النهاية) هذه هي العبارة التي كانت ملخصاً لمسرحيات بيكيت في هذه المرحلة.

تعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل حياته الناجحة في أعماله النثرية حيث كتب رواياته الثلاثية ، مولوي عام 1951، مالون يموت عام 1951، الأسماء الضائعة عام 1953 ، هذه الروايات الثلاث المكونة ثلاثيه رواياته عمل على تبسيطها وخلوها من التعقيد بمقدار شمولها على الأشياء الهامة في المواضيع فقط ، لهذا السبب نستطيع أن نحدد تطور الأسلوب و المواضيع التي استخدمها والتي نستطيع أن نصنفها بأنها المرحلة الناضجة في حياة بيكيت الأدبية.

unnamed

 المرحلة الأخيرة هي تلك الأعمال التي ظهرت في الفترة ما بين 1960 حتى وفاته، وفى هذه المرحلة امتازت كتابات بيكيت بالنضج الفني والأدبي و بالقصر في الكتابة، استخدم بيكيت في مسرحياته السابقة عدد قليل من الشخصيات أما في الأعمال الدرامية منذ الفترة الاخيرة فقد زاد في الضيق والتحديد اشتملت على العناصر الرئيسية فقط.

هذه الفترة عادت إليه موهبته الشعرية بعد أن قضي أمدا طويلا في الركود الفكري ، كما كان لبيكيت في هذه المرحلة أشعاره الجوهرية والقصيرة جدا والتي كان يصل بعضها إلى حد الستة أبيات.

 توفى في باريس في 22 ديسمبر 1989 .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.