الرئيسية | ترجمة | اَلْمُهَرِّبُ | : خُوسِي ثُورِّيَّا | الدكتور لحسن الكيري

اَلْمُهَرِّبُ | : خُوسِي ثُورِّيَّا | الدكتور لحسن الكيري

نظم: خُوسِي ثُورِّيَّا*

ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

 

*شاعر وكاتب مسرحي إسباني، وُلد في بلد الوليد في 21 فبراير عام 1817 . بدأ حياته الأدبية من خلال قراءة أبيات شعرية في جنازة الكاتب ماريانو خوسيه دي لارا، وبها نال شهرة كبيرة. تزوج من أرملة تكبره بحوالي ستة عشر عامًا، وفشل هذا الزواج وهرب منها وذهب إلى فرنسا، ثم إلى المكسيك عام 1855 حيث عينه الإمبراطور ماكسيميليان مديرًا للمسرح الوطني. عاد متحمسًا إلى إسبانيا عام 1866، وتزوج مرة ثانية. وبسبب المتاعب المادية، لم يكن أمامه خيار آخر إلا بيع أعماله مثل  “ضون خوان تينوريو”. وقد منحت له المحاكم معاشًا عام 1886. كان إنتاجه الأدبي غزيرًا، حيث بلغت أشعاره أوجها مع الأساطير، وهي أعمال أدبية صغيرة يحكيها في صورة أبيات شعرية. وتوفي في مدريد عام 23 يناير عام 1893. هناك ثلاثة عناصر هامة في فهم توجه أدب خوسي ثوريا. في المقام الأول، تظهر علاقته مع والده المستبد والحاد، والذي رفض بشكل منهجي محبة ابنه، رافضًا أن يغفر له أخطاءه الشبابية. وقال ثوريا في “ذكريات الزمن القديم” أن والده لم يكن له مكان بين أبياته الشعرية ولا في سلوكه الذي كان وحده يمسك بمفتاحه. وفي المقام الثاني، كان يحب إبراز مزاجه الخاص المثير، الذي كان يجذبه تجاه السيدات، حيث تزوج مرتين، وكانت لع علاقة حب مع ابنة عمه، وبعض قصص الحب في باريس والمكسيك، والتي كانت تعطي انطباعًا على أنه كان يسير في طريق بطل عمله “ضون خوان”. وشكل الحب ركنًا أساسيًا في إنتاجه الأدبي كاملًا. وفي المقام الثالث، كانت صحته حيث عانى من الهلوسة و الهذيان من شدة التخييل فكاد يجن إلى أن أصيب بورم في المخ.

وَ هُوُ مُتَسَلِّقٌ الْجُرْفَ الْأَسْوَدَ

فِي الْجَبَلِ الْوَعْرِ،

 كَانَ الْمُهَرِّبُ الْإِسْبَّانِيُّ

يَمْتَطِي فَرَسًا أَنْدَلُسِيًّا.

كَانَ يَضَعُ الطَّبَنْجَةَ جَانِبَهُ،

وَ السِّكِّينَ فِي حِزَامِهِ،

وَ صَوْتُهُ الرُّجُولِيُّ

يَنْفُخُ دُخَّانَ السِّيجَارٍ إِلَى أَعْلَى.

***

“فَلْتُزَمْجِرِ الرِّيحُ فِي الْأَجْرَافِ،

وَلْتَشْتَعِلِ الْقِمَّةُ الْمُجَاوِرَةُ،

وَ لْتُكَسِّرِ الرِّيحُ الشَّمَالِيَّةُ الْعَنِيفَةُ

أَشْجَارَ الصَّنْوبَرِ الْقَوِيَّةَ.

أَنَا أَزْدَرِي غَضَبَهَا؛

وَ أَنَا وَحِيدٌ هَا هُنَا، بِمَنْأًى عَنِ الرِّجَالِ،

خَالٍ مِنْ كُلِّ حُزْنٍ أَوْ أَسَفٍ،

أُنْصِتُ إِلَى الْعَاصِفَةِ الْهَادِئَةِ

وَ أَتَغَنَّى بِحُبِّي

عَلَى زَمْجَرَةِ الرَّعْدِ”.

***

“شَفَقُ الصَّبَاحِ،

وَ بِتَفَاصِيلِهِ الْوَرْدِيَةِ،

يُذَكِّرُنِي بِفَتَاتِي الإِشبِيلِيَّةِ الْفَاتِنَةِ،

وَ بِأَلْوَانِهِ الْمُخْتَلِفَةِ،

يَرْسُمُ لِي

الْأَزْهَارَ الْجَمِيلَةَ

لِلْأَرْضِ الَّتِي وُلِدْتُ فِيهَا،

حُيْثُ ضَحِكْتُ بِبَرَاءَةٍ

حَيْثُ بَدَأْتُ أُحِبُّ

أَوَّلَ مَرَّةٍ”.

***

“عِنْدَمَا صَوَّتَتْ رَصَاصَةُ العَدُوِّ

خَائِفَةً قُرْبَ مَسَامِعِي،

انْبَطَحَ نَظِيرِي هَاتِفًا بِرُوحِ حَانِقَةٍ.

لَا يَهُمُّنِي فِي شَيْءٍ هَؤُلَاءِ الْمُنْتَقِمُونَ

بِمِئَةِ بُنْدُقِيَّةٍ قَاتِلَةٍ إِذْ هُمْ يُهَدِّدُونَنِي!

رُفْقَةَ رَفِيقِي الْعَرَبِي وَ بِمَهَارَتِي

أَتَغَنَّى لَهُمْ فِي أَوْقَاتِ الشِّدَّةِ

بِحُبِّي”.

***

“فَلْأُحِسَّ بِرَكْضِ الْعَرَبِيِّ الْمُتَحَمِّسِ،

وَ بِطَلْقَةِ الطَّبَنْجَةِ الْمُدَوِّيَّةِ

لِأَحَدِ رِفَاقِي،

وَ لْيَأْتِ خِيرَةُ الفُرْسَانِ الْمُنْتَصِرِينَ،

قَابِضِينَ الرٍّمَاحَ أَوِ الزِّمَامَ.

أَنَا بِمَنْأًى عَنِ الْخَوْفِ مِنْهُمُ،

سَأَتَغَنَّى حُرًّا وَ هَادِئًا بِحُبِّي”.

***

و عِنْدَمَا وَصَلَ التَّغَنِّي إِلَى هُنَا

وَ بَيْنَمَا المُهَرِّبُ كَانَ هَادِئًا،

فَإِذَا بِصَوْتٍ فَرَنْسِيَّ اللَّحْنِ

يَصِيحُ قُرْبَهُ “نار”.

مَرَّ فَوْقَ جَبِينِهِ

الرَّصَاصُ مُصَفِّرًا

وَ هَاجَمَهُ الدَّرَكَ قَائِلِينَ “اِسْتَسْلِمْ لِفَرَنْسَا!”

وَ عِنْدَهَا أَجَابَ “لَا يَسْتَسْلِمُ مَنْ ازْدَادُوا بِإِسْبَّانْيَا!”

فَأَفْرَغَ سَاعَتَهَا طَبَنْجِيَّتَهُ الْعَرِيضَةَ الْفَوَّاهَةِ

فِي الْقَائِدِ الْعَدُوِّ.

ثُمَّ سَقَطَ اثْنَانِ عَلَى الْأَرْضِ سُقُوطَ

الشُّجَيْرَةِ الَّتِي تَتَقَاذَفُهَا رِيَّاحُ الشَّمَالِ الْعَنِيفَةُ.

وَ إِثْرَهَا انْطَلَقَ الرَّجُلُ الشُّجَاعُ وَ الْجَسُورُ

كَالسَّهْمِ فَوْقَ الصُّخُورِ كَيْ يَنْجُو.

وَ كَانَ هَذَا الإِسْبَّانِيُّ يُغَنِّي

بَعْدَمَا اخْتَفَى خَلْفَ الْجَبَلِ:

“أَحْيَا فِي جِبَالِ البِّيرِينِي،

بَيْنَمَا أَمُوتُ فِي غَرْنَاطَةَ”.

El contrabandista 

Subiendo la negra roca 

de embarazosa montaña

contrabandista español 

bridón andaluz cabalga

Lleva el trabuco a su lado

el cuchillo entre la faja

y con el humo del puro 

su voz varonil levanta

“Que brame en la peña el viento

que se arda el monte vecino

que rompa el inhiesto pino

el aquilón violento

Yo desprecio sus furores

y aquí solo, sin señores

de pesadumbres ajeno

oigo el huracán sereno

y canto al crujir del trueno

mis amores

El albor de la mañana

en sus matices de rosa

me trae la imagen graciosa 

de mi maja sevillana

y en sus variados colores 

me pinta las lindas flores

del suelo donde nací

donde inocente reí, 
donde primero sentí 

mis amores

 Cuando la enemiga bala 

chilla medrosa a mi oído

ya mi contrario caído 

el alma rabioso exhala

¡Qué me importan vengadores 

cien fusiles matadores 

que amenacen mi cabeza

Con mi Moro  y mi destreza 

yo les canto en la maleza

mis amores

” Sienta yo el pujante brío

del galope de mi Moro

y el trabucazo sonoro

de algún compañero mío

y que vengan triunfadores

los caballeros mejores

que empuñaron lanza ó freno

Yo de temerles ajeno

cantaré libre y sereno

mis amores

Tranquilo el contrabandista

aquí el canto llegaba

cuando un acento francés

“¡Fuego !” a su lado gritaba.

Sobre su frente pasaron

con ruido silbar las balas

y gendarmes le acometen

diciendo ” ¡Ríndete a Francia

Y entonces él  ” No se rinden

los que nacen en España

y contra el jefe enemigo

su ancho trabuco descarga

Cayeron dos, como arbusto

que el cierzo en pos arrebata

En impetuosa carrera

el bruto gallardo arranca

y por sobre los peñascos

que en rápida fuga salva

cantando va el español

al trasponer la montaña

” Vivir en los Pirineos

pero morir en Granada

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.