الرئيسية | شعر | القصيدة وأشياء أخرى | حسن حجازي

القصيدة وأشياء أخرى | حسن حجازي

حسن حجازي

 

                                -1-
وما القصيدة إلا
حبل السرة
الذي قضمته
قواطع المجاز
غير بعيد من محراب
ينآلف فيه العدم
مع النشأة الأولى
لحروف من ماء!
-2-
إدفع كرسي أوهامك
إلى حيث يلذ
لتلك القصيدة الكسيحة
أن تنزوي أبد الكتابة
وهي ترتدي  الروب الصوفي التيركوا
وتتلصص من وقت لآخر
على عورتك
الموشومة بأحرف الضياع
منتشية بموسبقى البلوز
المنبعثة من”Daily motion”
   -3-
ما الجدوى من كل ماتكتب
وأنت الفقير إلى قصيدتك الماجنة
المدمنة على”Strip tease”
وأغاني تلك الشيخة
التي لم أعد أتذكر اسمها!
   -4-
ثمة تطبيق على” Play store”
يتيح لك إمكانية كتابة
كل مايمت للشعر بصلة
قد تصير شاعرا
قبل أن يرتد إليك طرفك
وتغدو أنت الآخر قابلا للتحميل
في أقل من ميغا بايت في الثانية!
  -5-
تأكد بأن القصيدة
لن تؤتي أكلها
إلا إذا أكلت من كل الموائد
وقمت بالمشاركة
في برنامج الواقع
“ميسيز قصيدة”!
  -6-
كل صداع الرأس
لن تجدي معه
كل أصناف الباراسيتامول
المهملة فوق الكومودينو
قل للقصيدة أن تكف
عن تدخين الماريخوانا
وهي تقتات بنهم
على ماتبقى من كبدك المصاب بالتليف!
  -7-
دعك من كل صداع الرأس
لن تحتاج لأكثر من رصاصة صدئة
تطلقها من مسدس “Magnum”
حتى تصيب في مقتل
تلك القصيدة المتبرجة
التي أعلنت إلحادها مؤخراً
على موقع “You tube”
أجهز عليها
ونم قرير العين بمحاذاتها
حينها أكتب ماشئت
وانشر ماشئت
على حائط الموتى!
-8-
أنسج من بياضها
كفنا يليق بسواد الحبر
تيمم برذاذها
واسكب كل الماء
على طمي الأحرف
وهي ترنو بازدراء
لأنشوطة الحبل
المتدلي من عنقك!
-9-
دع باب القصيدة مواربا ثم أومأ للشمس الغافية بمحاذاة فاكهة الليل المشتهاة بأن ترتق ثقوب الذاكرة التي لم تسعفك يوما في تهجي أبجدية العشق المتمنع على الدوام. .
لا تحمل كلامي على محمل الجد يا صاح
قد تصيبك أشعة “X”
بضربة شمس مبرحة
فتنتكس أبد الكتابة
فوق محف القصيدة!
-10-
ما تكتب يا صاح
إرث مشاع
لك وحدك
ليس لك عليه سائل
فيه للقصيدة الكل
مما لم تدخره قط
وأنت على قيد الموت!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.