الرئيسية | أدب وفن | الفن التشكيلي المغربي نقدا وممارسة: بنبونس عميروش أنموذجاً

الفن التشكيلي المغربي نقدا وممارسة: بنبونس عميروش أنموذجاً

عزالدين بوركة:

 

  1. وقفة عند تاريخ النقد التشكيلي بالمغرب:

يقودنا التاريخ بالمغرب، إلى أن الممارسة التشكيلية بهذا البلد، بدأت ومطلع القرن العشرين. وإن “من الصعب الوقوف على تاريخ للفن البصري المغربي، يشير بنيونس، [تاريخ] يكشف لنا بدقة عن الحقب التي مر بها أو المدارس والاتجاهات التي حددت خصائصه، وأبعاده الثقافية والمحلية. لأن الفن البصري هو، بكل بساطة، فن حي يتطور بشكل دائم وعلى مرّ الزمن.”1 إلا أنه يربط مؤرخو الفن في المغرب ظهور “اللوحة الفنية” كأثر إبداعي، يحمل توقيعا شخصيا مع الفنان بنعلي الرباطي (1939-1861)، مع بنعلي انبَرت شخصية الفنان التشكيلي المستقل كذات عن شخصية الحرفي أو عن الصانع التقليدي، وظهرت اللوحة العصرية القائمة على المساند أو الحامل (بالرغم من أنه لم يكن يستعمله دائما)، ومعه أيضا تمّ إقامة أول معرض فني فردي على طراز الفنانين المحدثين سنة 1916 برواق غوبيل Gupil بلندن. 2 كما أنهم -المؤرخون- من جهة أخرى يؤرخون لبروز أول الأعمال الفنية التي تنتمي لما نسميه بالفن المعاصر بالمغرب، مع الفنانين التشكيلين المغربين أحمد الشرقاوي والجلالي الغرباوي، 1952 و1953 على التوالي. أعمالهما التي يمكن تصنيفها ضمن خانة الأعمال التجريدية الغنائية.

غير أننا قادرون على تتبع البدايات النقدية التي واكبت هذا الفن بالمغرب. فيذهب البعض إلى التأريخ، بكون محمد السرغيني (1991-1923)، من رواد الفنانين التشكيليين المغاربة الذين كتبوا في هذا الجنس. و يذكر الناقد والفنان التشكيلي شفيق الزكاري في منجزه “التشكيلي المغربي بين، بين الهوية والحداثة”3: أنه جل الكتابات حول التشكيل بالمغرب وبدون استثناء، كانت كتابات حوار و جوار لعبت دورا أساسيا في التعريف بإنتاج المبدعين من التشكيليين المغاربة، فمنها ما ارتبط بفترة زمنية محددة وعابرة، كان سندها هو المنبر الإعلامي من أجل الإخبار، وهي كتابات صحفية تم فيها التعريف بالفنان وإنتاجه، ثم كتابات تاريخية نادرة لباحثين كان سندها هو الكتاب (طوني ماريني، ألان فلامون، وموليم العروسي..نموذجا)، ليأتي دور الشعراء من أجل ربط جسر التواصل مع هذا الجنس الفني، وإبداع نصوص تدخل في إطار أدب التشكيل (محمد السرغيني، الطاهر بنجلون، مصطفى النيسابوري، حسن نجمي، محمد بنيس، محمد الوكيرة، ومحمد الأشعري.. نموذجا)، وهي نصوص بلغة شاعرية تنهل من العمل المرئي لتؤثث فضاءً موازيا كمتسع للخيال يضيف نفسا جديدا لكلا الجنسين، ثم يأتي فيما بعد ذلك دور الأدباء، روائيين ومسرحيين الذين أضفوا كذلك على التجارب المغربية التي تناولوها، صبغة انطباعية عاشقة أرخوا لها بشكل من الأشكال ضمن كتب أصبحت مرجعا وإضافة للمكتبة المغربية، (إدريس الخوري، حسن المنيعي و إدموند عمران المليح نموذجا).

وإذ تحقق للعراق، نموذجا عربيا، تطورها وتقدمها الفني، كما يرى النقاد والمؤرخون، فالأمر عائد لكون الذين اهتموا بمقاربة ونقد الأعمال الفنية، هم تشكيليون مارسوا أو يمارسون هذا الفن النبيل، أمثال الروائي جبرا إبراهيم جبرا، الذي كان رساما في بداياته، والكاتب والتشكيلي شاكر حسن آل سعود، والشاعر بلند الحيدري الذي جمع بين الشعر والتشكيل، والتشكيلي والناقد عادل كامل… وغيرهم. اغتنت بفضلهم الحركة التشكيلية العربية بكتاباتهم ومقارباتهم للأعمال الفنية.

لم يتوقف كرنفال الإسهام في هذا الحقل الملتبس والشائك عند حدود المفكرين والنقاد والمشتغلين في الحقل النقدي باشتراطاته المنهجية والنوعية التخصصية المعروفة [بالمغرب]، بل امتد الإسهام إلى حدود المبدعين أنفسهم. عكسوا وعيهم النقدي انطلاقاً من الشكل الإبداعي وصولا إلى الرؤية المنهجية.

Behyounes AMIROUCHE, technique mixte, 79x66 cm
Behyounes AMIROUCHE, technique mixte, 79×66 cm

الفنانين التشكيليين [المغاربة] الذين كانوا مطالبين في فترة معينة من تاريخ التشكيل المغربي، بإعادة النظر في كيفية التواصل مع المتلقي في غياب أسس ديداكتيكية، لفهم الميكانيزمات التركيبية للقطعة الفنية، بحكم حداثة هذا المجال كجنس دخيل بالمعايير الغربية، والتي لا ننفي من خلالها ولا نغيب أجناسا تعبيرية فنية مغربية أصيلة، لها علاقة بذاكرة وموروث فني جماعي يكمن في الصناعة التقليدية بكل مشاربها، كسند سوف يصبح فيما بعد، محط بحث وأسئلة وجودية، لها مرجعية مرتبطة بالهوية وإثبات الذات على مستوى الممارسة والكتابة، من طرف الفنانين التشكيليين: (محمد شبعة، محمد القاسمي، نور الدين فاتحي، ابراهيم الحيسن، بنيونس عميروش، عبد الإله بوعود، عزام مدكور، محمد خصيف….نموذجا)، يضيف الزكاري، لذلك كانت جل كتاباتهم تحيينية قريبة من الطرح العميق للأسئلة الجوهرية في التشكيل المغربي، بحكم اقترابهم من الفضاءات الفيزيائية. 4

في هذا الصدد نقف عند تجربة الفنان والناقد التشكيلي: بنيونس عميروش، ومؤلفيه “قراءات في التصوير المغربي المعاصر (الجزء الأول)” فهذا الناقد إلى جانب ممارسته لهذا الفن النبيل، أخذ على عاتقه، إلى جانب فنانين آخرين نذكر منهم، عزيز أزغاي، شفيق الزكاري، نور الدين فاتيحي وغيرهم، أن يقاربوا أعمال فنانين آخرين، وأن ينظر لهذه الأعمال ويحللها، ويكتب في وعن هذا الفن. هنا أستحضر مقولة ذلك الفيلسوف، جيل دولوز، إذ يقول إن كبار المؤلفين السينمائيين هم مثل الرسامين الكبار أو الموسيقيين الكبار: إنهم أفضل من يمكنهم الحديث عما يفعلون. ولكنهم حين يتحدّثون يصيرون شيئا آخر. يصيرون فلاسفة أو منظّرين. 5

  1. بنيونس عميروش: النقد وجماليات التلقي.

    قراءات في التصوير المغربي المعاصر. أنموذجا.

عمل لبنيونسلكي يصبح الإنسان فنانا، ينبغي له بالضرورة أن يتحكم بالتجربة، وأن يحولها إلى ذكرى، ويحول الذكرى إلى تعبير، ويحول المادة إلى شكل، فليست الأفعال كل شيء بالنسبة للفنان، إذ ينبغي له أيضا أن يعرف حرفته، وأن يحبها، وأن يفهم كل قواعدها، وتقنياتها، وأشكالها، وشروطها التي بفضلها يمكنه أن يروض الطبيعة الشرسة، ويخضعها لقانون الفن. ولكي يصير الإنسان كاتبا، يحتاج للإلمام باللغة وقواعدها، بكيفية مطاوعتها، واللعب بها، وكيف يتمرد على قواعدها دونما كسرها.. كيف يبدع داخلها. وكيف يستدرج الخارجي عنها إليها. وكيف يقول بها ويعبر بها، بشكل يخصه هو، يتفرد به وينفرد. وهذا ما يمكنننا القول، متأكدين، أنه تحقق للفنان والناقد التشكيلي المغربي بيونس عميروش. فتجربة هذا الفنان-الناقد، كما يشير شفيق الزكاري، تتجسد في ثلاثة مراحل مختلفة موضوعيا ومترابطة شكليا، مستمدة مرجعيتها من فعل إبداعي جمع بين التنظير والممارسة، تلك الممارسة التي جعلت من عمله الفني سندا لكل التساؤلات النظرية الممكنة حول عمله في إطار الحركة التشكيلية المغربية بكل أجناسها، فكانت تجربته استفادة وخلاصة ممتعة، بأساليب متنوعة تتقاطع في مضمونها المفاهيمي والشكلي في الأسلوب. مضيفا أن هذه التجربة برمتها، يمكن اعتبارها انتقالا عكسيا تجاوز المألوف من الاشتغال على القماش للاشتغال على الورق، بينما العكس هو السائد، ويمكن كذلك اعتبارها سفرا سرديا تشكيليا جمع بين أجناس تعبيرية متباينة، تتقاطع في أسلوب موحد لا يخضع لتصنيف معين، لأن كل عمل عبارة عن أيقونة، تحمل حكاية مستقلة بذاتها ومحتفظة بهويتها، ومتحولة في الذاكرة والزمان، مما أعطى لهذه التجربة بعدا مفاهيميا بأسئلتها المتفرعة التي جمعت بين اهتمامات متعددة، كأسئلة جوهرية تنظيريا وتطبيقيا في سياق البحث والتمحيص عند الفنان بنيونس عميروش. إنه بالتالي فنان يعي جيداً تاريخ الفن والتوجهات الراهنة، كما سبق وأشار له الناقد الجمالي موليم العروسي، وهو ما يجعلنا نستشعر مدى ارتياحه في عمله.

هذا على مستوى الاشتغال الفني، أما على المستوى النقدي: فقد تمكن هذا الفنان المدرك لما يخوضه من مغامرة النقد وتمحيص الأعمال، التنظير لهذا الجنس الفني. فهو قليل الإنتاج، لما يؤمن به من دقة في القول والتريث في الفعل. لهذا إن يأتِ المنجز لديه دائما مضبوطا وقائلا لما ينبغي قوله، فلأنه راجع لهذا الأمر، وحسن بحثه الذي لا ينضب ولا يتعب.

ونلحظ ذلك بقوة في منجزه الأخير، قراءات في التصوير المغربي المعاصر” (الجزء الأول)، الذي تصدرته لوحة الفنان التشكيلي المغربي عبد الله الحريري. والصادر عن منشورات إتحاد كتاب المغرب، ضمن مجلة آفاق (2015). ففي هذا المؤلف نجده، يعقد علاقة حميمة مع عدد من الرسامين ليكشف لنا تجاربهم التصويرية، وعن الخط الناظم لإنتاجاتها، وكل ما تقوم عليه من أشكال هندسية تعبيرية، ومن ألوان وأيقونات ورموز، تؤشر إلى ما يحرك باطنية الرسام من هواجس، وإحساسات، وتماهيات مع الحياة، واختيارات فكرية أو روحانية سواء كان أكاديميا أو عصاميا. كما يخبرنا الناقد حسن المنيعي. (ص8)

غلاف كتاب بنيونس عميروش


غلاف الكتاب

وإن يأتِ هذا المنجز الأنيق -باكورته النقدية، الضابط لقواعد الخطاب النقدي الجمالي، ولغته النقدية- عبارةً عن توليفة لمقالات سبق لهذا الفنان أن نشرها في منابر إعلامية مختلفة، المغربية منها والعربية. فلأنه كما أشرنا سالفا، مدرك لما يقوم به، ورزين الاشتغال. فنصوص هذا المؤلف النقدي جاءت عبارة عن متابعات نقدية حسية ووجدانية كما واعية جدا بتقنيات الفن، ومستخلصة لها. مدركا ومستعملا لتلك المفاهيم الفلسفية المندرجة ضمن خانة فلسفة الفن، لإستعابه التام بكون النص البصري محمولا بفلسفة فن جمالية وأسلوب اشتغال تقني وإحالات دلالية حاشدة من مكوناته الخطية واللونية وما تتسع واحته من ملامس سطوح وكتل تشغل حيز فراغ ومواد تقنية متعددة الصنائع.

وقد جاء كتاب “قراءات في التصوير المغربي”، ” في ثلاثة محاور بحثية هي: “جماعة 65: بين الحضور والاسترجاع”، “محمد القاسمي: عن الكتابة والتشكيل الفضائي” و”العلامة وإبدالاتها الأيقونية”.

في القسم الأول يؤكد الناقد بنيونس، أنه وبعد الاستقلال مباشرة، لم يكن المغرب في حاجة إلى الفنان التشكيلي القابع في مرسمه، والمُنقاد وراء هواجسه الذاتية، بل كان في حاجة إلى الفنان النبيه، المنفتح، الذي يمتلك القدرة على إنتاج العمل الفني وخلق خطاب ثقافي حوله، بناء على رؤية بانورامية، قائمة على وعي فني وثقافي واجتماعي في ذات الحين. كان المغرب في حاجة إلى الفنان المفكر. كذلك كان محمد شبعة بجانب مجايّليه فريد بلكاهية ومحمد مليحي.(ص14)

محمد شبعة
محمد شبعة

فيقف في هذا القسم الأول من الكتاب عند هذه الأسماء الثلاثة. فبعد عودة محمد شبعة من روما حيث تابع دراسته الأكاديمية ما بين 1962 و1964، والتحاقه بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، ليؤسس رفقة كل من الفنانين الآخرين فريد بلكاهية ومحمد مليحي، ما سيسمى وقـتـئذ ب”جماعة 65″، إحالة إلى أحداث مارس 1965.. فتكون التالي هذه الجماعة الفنية، مدركة وواعية لما تقدم عليه من بناء مستقبل تشكيلي وجمالي، مخالفة بالمطلق لسابقيها. وواعية بالحراك السياسي والاجتماعي، في زمنها.

محمد شبعة، أحد الأسماء الركيزة، ضمن هذه الجماعة، التي مهدت لفهم جديد، لتوظيف التراث الذاكرة الجماعية داخل المنجز الفني. وأحد المساهمين البارزين في أولى المجالات الثقافية، التي اهتمت بالفن التشكيلي ونظرت له، مجلة أنفاس les souffles والتي امتدت ما بين عامي 1966 و1972، لتختفي –ومجلة أنتغرال بعد ذلك. شكلت كتاباته وحواراته وبياناته، إلى جانب أسماء أخرى، أمثال عبد الكريم الخطيبي، ومحمد برادة، ومحمد زفزاف، وعبد اللطيف اللعبي.. وغيرهم. محطة أساسية وفعالة في تشكيل العقل الجمالي المغربي المعاصر.

واستطرد عميروش في نقد أعمال محمد شبعة التي عرفت مراحل متعددة (مرحلة الستينيات، ومرحلة السبعينيات، ثم الثمانينيات والتسعينيات، والألفية الجديدة). وقد خاض في تمحيص كل فترة على حدة، بلغة أنيقة، تبتغي الاقتراب من ذائقة المتلقي، وتقريبه من العمل وصاحبه. مقاربة عارفة أن قراءة النص البصري التشكيلي قائمة في جوهرها على آليات التلقي، ومدى قدرة القارئ (المتلقي) على فهم فعاليات كافة تفاصيل النص البصري بعيداً عن رؤية الفنان، وهي آلية ابتكار “إبداعية” جملة وتفصيلا. تقوم مفاعيلها على التقاط نقاط مُضيئة داخل متن النصوص وقدرة فائقة على الاكتشاف ونسب كل مكون وعنصر من مفردات وجمل النص البصري التشكيلية إلى أصوله المعرفية والفلسفة الجمالية، وتحديد الرموز الموحية والمُعبرة عن حالة إنسانية هنا وفكرة جمالية هناك. مرهونة أساساً بجودة التلقي ومسالك عمليات التذوق الفني والحساسية الذوقية التذوقية المعرفية والجمالية، تفكيكاً وبناء للهندسة المعمارية التي يتألف منها النص الفني التشكيلي (ماهية وكينونة وتقنيات). 6

فريد بلكاهية
فريد بلكاهية

وسنلحظ ذلك في تناوله باقي الأسماء التي تناولها مؤلفه. إذ ولج الناقد بنيونس عميروش عوالم الفنان فريد بلكاهية، متتبعا لمسيرته المهنية والفنية، بدءا بمنصبه كمدير لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء سنة 1962، حين عمل على خلق محترفات لتعليم الصناعة التقليدية، بما فيها الفخار وصباغة الخشب والزربية والحلي…، وصولا إلى اشتغاله على النحاس وتطويعه في تجربته الشخصية، ثم انتقاله إلى سند الجلد واستعماله الألوان الطبيعية كالحناء والزعفران والكوبالت والأحماض وقشور الرمان…، مستعينا بنظرية حداثية لا تمت بصلة إلى الموروث الاستعماري، على مستوى المادة المستعملة، وعلى مستوى الشكل.

ومنه إلى أسماء مهمة في التاريخ التشكيلي المغربي، كالحروفي والتشكيلي، عبد الله الحريري الذي “يذهب عميقا في تجريد خطابه، كما يشير الشاعر حسن نجمي، التشكيلي كأنه يحاول أن يتخلى عن سوابقه التقنية والجمالية بما فيها “اللعنة” الكاليغرافية” الجميلة التي ظلت تطبع شخصيته الفنية والثقافية”.7

[1] قراءات في التصوير المغربي المعاصر، الجزء1، ص 7، تقديم

2 كطلوك 50 سنة من الفن التشكيلي بالمغرب، محمد الشيكر ص16

3التشكيلي المغربي بين، بين الهوية والحداثة ، شفيق الزكاري، ص36

4 نفسه ص37

5 الصورة-الزمن ص 366

6 حسن نجمي “عبد الله الحريري وموسيقاه الصغيرة” كطالوغ، رواق باب الرواح. مارس 2010، هامش الكتاب

7 سعيد العفاسي، المجلة الإلكترونية الفن التشكيلي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.