متابعات
تم الإعلان مساء يوم الأحد عن جوائز الأوسكار في حفل أقيم كالمعتاد في مدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وفاز فيلم “مونلايت” بجائزة أفضل فيلم بعد أن أعلن خطأ عن فوز “لالا لاند”، وفاز فيلم “الخوذ البيضاء” بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، وهو يتناول عمل الدفاع المدني في سوريا خلال الحرب، كما فاز الفيلم الإيراني “البائع” للمخرج أصغر فرهادي بجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.
فاز فيلم “مونلايت” من إخراج باري جنكينز بجائزة أوسكار أفضل فيلم مساء الأحد بعد خطأ ارتكب حول هوية الفيلم الفائز مع إعلان اسم الفيلم الاستعراضي الغنائي “لالا لاند” أولا.
وقد صحح الخطأ أمام مئات ملايين المشاهدين بعد صعود منتجي “لالا لاند” إلى المسرح وشكرهما لأكاديمية فنون السينما وعلومهما لمنحهما الجائزة.
وأوضح أحد هذين المنتجين وهو يقف على المسرح رافعا البطاقة والظرف الأحمر “لقد حصل خطأ ’مونلايت‘ لقد فزتم بجائزة أفضل فيلم”.
وظن الجميع بداية أن في الأمر مزحة إلا أن البطاقة التي حفر عليها اسم الفائز بالأسود عرضت في نهاية المطاف على الكاميرا عن قرب في دليل على أن فيلم “مونلايت” هو الذي فاز فعلا بالجائزة.
في حين فاز داميين شازيل بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن “لالا لاند” ليصبح بذلك أصغر سينمائي يفوز بهذه المكافأة.
وتغلب المخرج البالغ 32 عاما على مرشحين آخرين من بينهم ميل غيبسون (هاكسو ريدج) وكينيث لونيرغان (مانشستر باي ذي سي) وباري جنكينز (مونلايت).
وفاز فيلم (زوتوبيا) بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. وحقق الفيلم الذي أنتجته شركة ديزني نجاحا كبيرا في شباك التذاكر وحصد إيرادات تربو على مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
أفضل ممثل وممثلة
وفازت إيما ستون بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الاستعراضي الغنائي “لالا لاند” الذي تغني وترقص فيه.
وتغلبت الممثلة البالغة 28 عاما على إيزابيل أوبير (إيل) وروث نيغا (لوفينغ) وناتالي بورتمان (جاكي) وميريل ستريب (فلورنس فوستر جنكينز).
وفاز كايسي أفليك مساء بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي “مانشستر باي ذي سي” الذي يؤدي فيه شخصية رجل مصاب بالاكتئاب يضطر إلى الاهتمام بابن شقيقه.
وقد تغلب أفليك على راين غوسلينغ في “لالا لاند” فضلا عن أندرو غارفيلد في “هاكسو ريدج” و فيغو مورتسن في “كابتن فانتاستيك” و دنزل واشنطن في “فنسيز”.
أفضل ممثل ثانوي وممثلة ثانوية
فازت فايولا ديفيس بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في “فنسيز” المقتبس عن مسرحية لأوغست ويلسن.
وتغلبت الممثلة البالغة 51 عاما والتي سبق لها أن رشحت للفوز بأوسكار عامي 2009 و2012، على نيكول كيدمان (لايين) وأوكتافيا سبنسر (هيدن فيغرز) فضلا عن ميشال وليامز (مانشستر باي ذي سي) وناومي هاريس (مونلايت).
وفاز ماهيرشالا علي بجائزة أوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي عن تأديته دور تاجر مخدرات في الفيلم الدرامي “مونلايت” ليصبح بذلك أول ممثل مسلم يفوز بإحدى هذه الجوائز العريقة.
وكان الأمريكي البالغ 43 عاما والمرشح للمرة الأولى للفوز بأوسكار، يتنافس على الجائزة مع جيف بريدجز (هيل أور هاي ووتر) وديف باتيل (لايين) ومايكل شانون (نوكتورنل آنيملز) ولوكاس هيدجز (مانشستر باي ذي سي).
وقال لدى تسلمه جائزته “أريد أن أشكر معلمي وأساتذتي. فلطالما قالوا لي إن الأمر لا يتعلق بك، بل الشخصيات التي تؤديها. أنت خادم، أنت خادم لهذه القصص وهذه الشخصيات”.
ويروي فيلم “مونلايت” من إخراج باري جنينكز قصة صبي أمريكي أسود يكافح ليجد موقعا له في حي حساس في ميامي.
وقد اعتنق علي الدين الإسلامي العام 1999 وانضم إلى الجماعة الأحمدية التي تعتبرها الطوائف الإسلامية الأخرى “هرطقة” منذ العام 2001.
وفاز مسلمون بجوائز أوسكار في فئات مختلفة، إلا أن أحدا لم يفز بجائزة تمثيل.
حضور سوري
كوفئت “الخوذ البيضاء” الدفاع المدني الناشط في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، بنيل فيلم “ذي وايت هلمتس” الذي يتناول عملها المحفوف بالمخاطر، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير.
وقد تلا مخرج الفيلم أورلاندو فون إينسيدل، كلمة قصيرة لرئيس “الخوذ البيضاء” رائد صالح الذي لم يتمكن من الحضور إلى الولايات المتحدة.
وجاء في الكلمة “نحن ممتنون لأن الفيلم ألقى الضوء على عملنا (..) لقد أنقذنا أكثر من 82 ألف مدني. أدعو جميع الذين يصغون إلي، إلى العمل من أجل الحياة، من أجل وقف نزيف الدم في سوريا ومناطق أخرى في العالم”.
وبدأت “الخوذ البيضاء” التي تضم اليوم نحو ثلاثة آلاف متطوع، العمل في العام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2014 باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.
وفاز الفيلم الأمريكي “أو جاي: مايد إن أميريكا” (أو جاي: صنع في أمريكا) عن لاعب كرة الأمريكية السابق أو جاي سيمبسون الذي أصبح لاحقا محور تحقيق في جريمة قتل زوجته السابقة وعشيقها، إحدى أشهر جرائم القتل في تاريخ الولايات المتحدة، وتمت تبرئته منها لتتم إدانته بعدها بجريمة سطو مسلح لا يزال يقضي عقوبة سجن بسببها.
“البائع” لأصغر فرهادي أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية
فاز الفيلم الإيراني “البائع” بجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، فيما قاطع مخرجه أصغر فرهادي حفل توزيع هذه الجوائز في هوليوود احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع مواطني بعض الدول من دخول الولايات المتحدة.
وفي بيان تلي باسمه، أكد فرهادي أنه لم يحضر تضامنا مع الأشخاص الذين “لا يحترمهم” قرار ترامب الذي علقه القضاء الأمريكي.
وقد نظم فرهادي الذي سبق له أن فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية عن “انفصال” العام 2012، عوض ذلك عرضا مجانيا لفيلم “البائع” لآلاف الأشخاص في ساحة ترافلغار سكوير في لندن.
وجاء في البيان الذي تلته المهندسة الأمريكية الإيرانية الأصل ورائدة الفضاء أنوشه أنصاري “تقسيم العالم إلى الولايات المتحدة و’أعداء الولايات المتحدة‘ يولد الخوف، وهو تبرير خادع للحرب والعدوان”.
وأضاف البيان أن “هذه الحروب تحول دون قيام الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول كانت ضحية عدوان. يمكن لصناع الأفلام أن يحولوا كاميراتهم لتصوير مزايا إنسانية مشتركة وكسر الأفكار النمطية حول جنسيات وديانات مختلفة. وهم يقيمون التعاطف بيننا وبين الآخرين، وهو تعاطف نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
وكان دونالد ترامب بعيد توليه الرئاسة قد منع مواطني سبع دول مسلمة من بينها إيران من دخول الولايات المتحدة، ما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق، وقد علقت محاكم أمريكية تنفيذ القرار الرئاسي.
مواقف سياسية على السجادة الحمراء
سارت عدة شخصيات مرشحة للفوز بجائزة أوسكار مساء الأحد على السجادة الحمراء واضعة شريطا أزرق تضامنا مع منظمة الدفاع عن الحريات “ايه سي ال يو”.
من بين هؤلاء الممثلة روث نيغا التي كانت مرشحة للفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي في فيلم “هيدن فيغرز” دعما للجمعية التي ضاعفت عدد المنتمين إليها في غضون ثلاثة أشهر.
وردا على خطب دونالد ترامب وأولى الإجراءات التي اتخذها عند انتخابه رئيسا، توجه الكثير من الأمريكيين إلى دعم جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الأقليات.
ووضعت الشريط أيضا المغنية لين-مانويل المرشحة للفوز بأوسكار أفضل أغنية عن فيلم الرسوم المتحركة “موانا” فضلا عن والدتها التي رافقتها على السجادة الحمراء.
ومن الشخصيات التي دعمت علنا “إيه سي إل يو” عارضة الأزياء كارلي كلوس ومخرج فيلم “مونلايت” باري جنكينز.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محور الكثير من النكات في الحفل الذي توج موسم جوائز اتسم باحتجاجات غاضبة على سياساته.
ووجه المذيع الكوميدي جيمي كيمل مقدم الحفل تغريدة في وسط الحفل للرئيس الجمهوري لكنه لم يتلق ردا.
لكن أغلب الكلمات كانت معتدلة ودعت إلى التسامح دون هجوم مباشر على ترامب.
نقلا عن:
رويترز/ أ ف ب