الرئيسية | شعر | الغيمة | محمد شاكر

الغيمة | محمد شاكر

محمد شاكر

 

      1

اَلْغيمةُ قالتْ لي:

عُذرًا….

يا عاشِقَ الضَّوْءِ

لنْ أحْجُب السَّماءَ طَويلاً..

سَأذرفُ دَمْعي قَريبًا مِنْكَ..

لأنَّك تَفْقهُ في بوْحِ الْغُيومِ..

ثُمّ أسوقُ رَمادي لِجهاتٍ

قُصْوى..

أتَلاشَى فيها،

أو أتَبدَّدْ..

في نَزْفِ غُروبٍ، يَحْجُبه ليلٌ أسْودْ.

                                2

هِي غيْمةٌ …
أسْرجتْ لي  صَهَواتٍ ..
ذاتَ طُفولةٍ بَعيدةٍ
طُفْتُ على مَتْنِها السَّمَواتِ السَّبْعِ..
رَسمْتُ الآفاقَ ، مَدائِنَ حُلْمٍ
تَنْداحُ بِحارَ جَمْرٍ. .
وَتضاريسَ حَمْراء.
لم يَخُنْي رَفُّ خَيالٍ
ولا هُبوط مِنْ عَلْياءِ الْحالِ
إلى سَفْحِ الظِّلالِ.
                              3

أتَمَلىّ غيْمةَ الصَّباحِ، الصَّغيرةْ..

تَبْدو  لِناظِري،  وَحيدَةً ،

فِي أزْرقٍ يَتمَطّى كيْفَ يَشاءْ.

ربَّما ، تكونُ حَفيدةَ غَيْمةٍ

أفْضتْ إليَّ بِمَكْنونِ السَّريرةْ..

فِي الزَّمَنِ الْبَريءْ ..

ومَضتْ إلى حَتْفِها الأكيدْ..؟

أراها انْطوَتْ  عَلى سِرِّها

وَحيدةً في صَفاءِ الأنْحاءِ

كَقطَّة غَريرةْ..

يَكْفيني أنَّها عَبرتْ شَساعَةَ الصَّْحراءْ

بِذكْرى ماءْ..

وأثَرٍ مِن بوْحِ غيْمةٍ حميمةْ..

لِطفْلٍ ناءَ بهَ الْعُمْر..

لنْ أفْجِعَ الصَّغيرةَ الأميرَةْ

بِحكايَة جَدَّةٍ لها،  تَغشَّتْ وجْهَ السَّماءْ

وكَلَّمتْني بِماءِ الْحَياةْ

ذاتَ طُفولَةٍ بَعيدةْ.

أتملاها،  الآن ، برغبة حليمة

ريثما يبددها المساء..

ويطوي صفحة الأهواء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.