الرئيسية | شعر | الشعر هو الروح التي تمنح الحياة روحا | فدوى الزياني

الشعر هو الروح التي تمنح الحياة روحا | فدوى الزياني

فدوى الزياني (المغرب):

 

  كيف للإنسان أن يستشعر حقيقته إذا لم يجاور وجوده على الحياة بحثا عن ألغاز الحياة !  كيف له أن يعايش ثقل اليومي دون أن يعبر عنه ويتخلص منه لاسترداد ذاته؟ الشعر هو امتداد لنداء اللغة الفطرية، اللغة التي تسكننا والتي تسند وجودنا الإنساني وتؤسس لما يبقى فيه ومنه ، إن الذي يبقى فينا هو الشعر باعتباره امتدادا أبديا يعبر عن داوخلنا وتصوراتنا للأشياء وللعالم. الشعر انكشاف للحقيقة الإنسانية على عتمة الحياة واختراق للزمن وتحويل للوجود. الشعر هو الروح التي تمنح الحياة روحا والشيء الوحيد الذي يمكننا من تأويل الحياة ومتاهاتها الضرورية والعلاقات بالأشياء حتى تغدو هذه الحياة قصيدة وتأملا في المطلق، الشعر أن تكون غريبا وحيدا رغم كثرة الضجيج من حولك. أن تكون حزينا على وردة قطفت تضمها  بين ذراعيك كمزهرية، تلم شتاتها بين دفتي كتاب، تخبئ الكتاب تحت رأسك حتى تطمئن على أنفاسها الشعر أن تبقي على روح الوردة فيك  مهما ذبلت، حين نكتب الشعر، فإننا نستقدم الحبيب والعاشق إلى أرضنا اليباب من الحب نرسم للغد طريقا أبهى، ولليوم نخلق ألف ضمادة، ونبحث عن ألوان نفتقدها على لوحة الحياة.

أما لماذا القصيدة؟ فلأنها الأقرب لإفشاء أسرار الحياة ومحاورة هذا الألم، وأداة الوصل العميق بيننا وبين اللغة والذات واليومي والعالم، القصيدة لسان للتعبير عن حقيقتي وعن وجودي وهي الوسيلة الوحيدة التي تقربني من الحياة ومن حاجاتي الروحية وتأويل كل التعب الذي يغتالنا إلى غابات تظلل شموس الألم الحارقة، القصيدة خلوتنا حين يحتد الضجيج، هي ذاك البلل الذي تحتاجه شجرة الروح حين يستأنسها الجفاف، أن تكون شاعرا فمعناه  أنك خلقت لتزهر  بين رماد خلفته الحرائق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.