الرئيسية | شعر | الشاعرة تلعب بالألوان
ليلى بارع

الشاعرة تلعب بالألوان

ليلى بارع

فلنكن مجرد أصدقاء، يقول العاشق، وغطت قلبه سحابة من بكاء…مجرد أصدقاء أيتها القصيدة التي لا يأتيها الباطل من أرضها ولا من السماء!!

1_ النرد الأحمر

في أزقة المدينة القديمة
رمت الساحرة نردها الأحمر
للمرة الأخيرة..
في الأزقة الخلفية للمدينة
تناثرت الأوراق
التي حُفِظَتْ لوقت طويل
كما غبار ورد.. كما غبار ذنب
كما غبار نجمة
قديمة.
تساقطتُ من سماء وهمي
كما حظ
أدركه قدرُه السيء
في شوارع المدينة…
محمولا على كعب عاهرة
في ثوب حارسة للكلمات
تتنكر..
في الأزقة المُعْتمَة
رمت الساحرة نردَها الأحمرُ
فتناثرت أرقام كثيرة
على طاولة الخسارات
للمرة الأخيرة
رمت نردها
مؤمنة أنالرهان
خان المرأة الجميلة…

2_الغرفة الزرقاء
لا ساعات في هذه المحطة
تقول الغريبة للواقف قربها
في طابور الانتظار..
تبدو منزعجة من جلدها الحريري
تتظاهر بالاهتمام بشيء مجهول
ثم تمضي فجأة
دون انتظار الجواب…
لا ساعات أيتها الجميلة
غير أن الحنين تشير عقاربه
إلى السادسة فجرا
في غرفتك الزرقاء..
يغرق الغريب في حنينه
لكن الليل يبسط يده
على قلب النهار
يوصد على نفسه باب السماوات
يدير المفتاح للمرة السابعة
في فكرة سريالية
ويُحس رغما عنه
بالبرد…
هي..
أنجبتها نجمة ضاحكة
تتمتم بكلمتها الأزلية
فتنفتح سماوته السبع
وتستوي على قلبه ضاحكة
كريح دافئة
قادمة من جنوب الأرض…
3_ طائر أزرق

ماذا نسميه..
هذا الذي، أبدا، لم يحدث
إلا في المسافة بين السراب والسراب
وورطنا طائر خرافي أزرق ..فيه
لن أسميه..
حتى لا أختنق بريشه الكثيف
لن أسميه ولن أقيم له إذا
حفل تعميد..
قد أغرق في شبر ماء
أثناء طقوس التعميد!!
ماذا أسميه؟
هذا الذي اتخذ كل الأشكال
وتصلُح له كل الأسماء
ويجعل الوجع ثقيلا محسوسا
حتى حين ننساه؟
لن أُسميه
حتى لا يكبر
يكفيني أن أفكر فيه هكذا
وأعطيه كل ليلة اسما جديدا
اسما خفيفا
اسما أبيض..
لن أسميه
سأتركه مجهولا…بلا نسب
هكذا فقط،
لا يفتك بي الغياب
إذ من خلف القلب أناديه..
هكذا فقط
أقفل عليَ شرفة الليل
وأترك قلبي يغفو
خاليا من الأسماء
خاليا من لوثة التعميد!!

4_ لحن أخضر
ليس الآن
يلزمنا الكثير من المسافة
لتنكتب المعزوفة الرائعة والحزينة
على ثلج القلب
يلزمنا بعض الحنين..
و بعض الدموع
وبعض الوقت..
يلزمنا حدوث موت صغير
لتنبعث الحياة في الذكرى
دونما حقد..
يلزمنا تلك النظرة الجافة
حيث لا دمع يبلل بياضها
ولا رائحة تعبق من بثلاثِ
الحب
تلك التي ستجف تماما
وسنجدها فقط صدفة
سنين بعد الآن
بين دَفتي القلب..
ليس الآن
فلن تنْكتب كما نريدها
حادة
كسيف ياباني
جارحة
كشوك الوقت..
حينها سنكون قد عبرنا
متلفعين بكبرياء مزيفة
وكثير من الصمت..
فلنمض الآن خفيفين
ولنتركها خلفنا
تنكتب ببطء
وحده الوقت ما يلزمنا
لتبرعم القصيدة خضراء
في جوف القلب!!!
5_ شامة سرية بنية
مجرد غلط
لم ينتبه إليه قبل الصرخة الحادة
أحد
لكنني أعرف بوجوده
أُحسه…
كشامة سرية بُنية
قابعة هناك حيث لا يراها أحد
هذا الذي يتكئ بكامل ثقله
على جدار الصمت.
ظلك الذي يتخذ فجأة
الأشكالُ كلها
فيه..
عند انتصاف الظهيرة
وسكونها الممل
شيء من غلط
وفي كل ما يحدث…
ملامح عاصفة قادمة
لم تعلن عنها…
سماء القلب
بعد…

من ديوان "رقصة على شرفة أيلول"

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.