الرئيسية | فكر ونقد | السعادة في الرواية العراقية … وقتية وقصيرة | داود سلمان الشويلي – العراق

السعادة في الرواية العراقية … وقتية وقصيرة | داود سلمان الشويلي – العراق

داود سلمان الشويلي

(لولا التفكه لكانت رواياتي لاتطاق) – خوليو كوتاسار –

قدمت وناقشت الرواية العراقية منذ التأسيس، حالها حال الرواية العالمية والعربية، موضوعات عديدة ومختلفة، وكان من اهم هذه الموضوعات هي السعادة التي تشعر بها أي شخصية من شخصيات الرواية، وقد ناقشتها بانتباه منها، او عدم انتباه، الرواية العراقية، هذه السعادة التي تأتي من حصول الفرح، او السرور، او الابتهاج الا انها ظلت سعادة وقتية، قصيرة، غير دائمة، وفي كثير من الاحيان تأتي مغطاة بأغطية مختلفة عما تقدمه هذه الموضوعة.

والنجاح في أي شيء يجلب السعادة في الحياة، لانه يجلب السرور الى النفس، ان كانت هذه النفس فردية او جماعية، ومن مفهوم السرور، والفرح، والابتهاج، يمكن ان نوجه اهتمامنا بالسعادة التي تدرس ضمن مفهوم القيم النبيلة التي تصل حد المثالية، وبالمقابل ان عدم السعادة معناه عدم الرضى، وعدم الرضى يأتي بفقدان السرور، والفرح، والابتهاج.

ان مفهوم السعادة التي يجلبها السرور، والفرح، والابتهاج، تتأثر بما يطرح من موضوعات، ان كان هذا الطرح مشافهة او مكتوبا، والمكتوب يصنف تحت لافتات كثيرة منها لافتة الرواية.

ومعنى السعادة لغويا:

سعِدَ يَسعَد، سَعادةً، فهو سَعيدٌ والجمع: سُعَدَاءُ، سَعِدَ الوَلَدُ: سَعَدَ، فَرِحَ، و سَعَادَة: فرَحٍ، ابْتِهَاجٍ، أيْ كُلُّ مَا يُدْخِلُ البَهْجَةَ وَالفَرَحَ عَلَى النَّفْسِ، وهي حال تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانيّة كمًّا وكيفًا.

ان اطمئنان القلب، وانشراح الصّدر، وراحة البال، هذه الاقانيم الثلاثة – اذا صحت التسمية – تدفع بالنفس الانسانية الى ان تكون سعيدة.

فالسعادة التي نبحث عنها تكون اما سعادة دائمية، او سعادة قصيرة ووقتية، ولما كانت السعادة الدائمية هي ضرب من المستحيل، ان كان ذلك في الحياة او في الادب، والرواية خاصة، فان السعادة الوقتية هي السعادة التي نبحث عنها في دراستنا هذه داخل الرواية، والرواية العراقية خاصة.

***

اذا تجاوزنا ” مقامات ابي الثناء الالوسي ” و ” الرواية الايقاظية ” لسليمان فيضي، وبدأنا من محمود احمد السيد و رواياته التي تمتلك بعض اشتراطات الفن الروائي الناضج خاصة في رواية ” جلال خالد ” كرواية مؤسسة للرواية العراقية الناضجة التي تمتلك بعض اشتراطات فن الرواية، فاننا نلتقي بموضوعة السعادة، والسعادة الوقتية التي لا تدوم طويلا بسبب المنغصات التي يفرزها الواقع كما قدمته الرواية العراقية.

ولكي نكون قريبين من موضوعنا سنقدم صور للسعادة التي نبحث اوجهها في بعض الاعمال الروائية العراقية كمثال على ما نتحدث عنه.

في رواية “النخلة والجيران” لـلروائي العراقي “غائب طعمة فرمان” التي تحدثت عن آثار الحرب العالمية الثانية في المجتمع العراقي وخاصة الطبقات المنسحقة منه، ظهرت شخوصها منزوعة الإرادة، وغير فاعلة ايجابيا، فاكتنفها الياس والاحباط، فكان ان قدم الكاتب صورا لهذا الياس، وذاك الاحباك، من خلال صورة النخلة الوحيدة في الدار التي ذوت ويبست، وكذلك تهدم الاسطبل، وبيع الدار، و في هذا الجو نجد ان هناك بعض الاشخاص الذين يبحثون عن سعادة تنسيهم الهموم التي يرزحون تحتها في ممارسات حياتية متنوعة، او فعل يجلب لهم السعادة، فتجدها نساء الرواية اللاتي يعشن في قاع المجتمع، في اقامة حفلة بائسة لهن بمناسبة الزواج الثاني لـ ” سليمة الخبازة ”  من مصطفى ( ص 146 )، فتسقيهن شربت ” شربت انكليز = الويسكي ” الذي خبأه مصطفى  الدلال في بيتها، فيمر بنساء الرواية وقت يشعرن بالسعادة لبعض الوقت ثم بعد ذلك ينتهي كل شيء، حيث يدور بين الجالسات حوار جميل عن شربت الانكليز هذا (ص147 وما بعدها)، ثم يعدن الى مأساتهن اليومية والدائمة.

وكذلك ما يجده ” حسين ” و “تماضر ” من سعادة بالالتقاء وممارسة الجنس في بيت الخالة ” نشمية “، او الفرحة التي ملأت روحه وروح “تماضر” عندما اخبرها بما سيرثه (ص144)، وغير ذلك من السعادات القصيرة والوقتية التي تنتاب بعض شخوص الرواية، فتجعلهم فرحين مسرورين لوقت قصير.

هذه السعادات تمر عليهم مرور الكرام كما يقال، انها قصيرة، وقتية، حيث يأتي بعدها الهم والنكد، وتخلف الحزن.

***

يضع الروائي فؤاد التكرلي في نهاية روايته “المسرات والأوجاع” مجموعة من الاقوال والاشعار سنأخذ واحدا منها لمعرفة الفكرة التي يريد ان يوصلها الروائي لنا للروائي.

يذكر قول ” فيل ” وهو: (من الظروري القول بان هدف الاخلاق هو السعادة ولكنها السعادة التي تقدمها الاخلاق، أي سعادة العقل في كائن فان. لذا لم تكن السعادة اشباعا للرغبات، فالسعادة الفلسفية الحقة ليست هي اشباع حاجات حيوانية فينا، بل هي العيش وفقا للعقل). (ص 465)

وبطل الرواية ” توفيق لام ” يبحث عن السعادة من خلال الجنس، ولعب القمار، والاغتصاب، وخيانة الاصدقاء، لاشباع رغباته الحسية، لذا نجد سعادته تلك لم تدم طويلا.

يقول بطل الرواية ” توفيق لام ” في نهاية الرواية: (وجدت مسطبة تشرف على النهر فجلست عليها. أنستني حركة الأضواء المتصاعدة من الشرق تعبي. كانت الألوان تتغير بسرعة وتتألق وتندمج فيما بينها فينبعث منها مزيج براق مختلف، يمسح برقة قطيفة السماء الناعمة ويسحب ذراع الصباح إليه. كنت مذهولاً، مغتبطاً. نسيت تقلبات نفسي وأفكاري واستسلمن لهذا الجمال الذي تصنعه لي الطبيعة مجاناً. كأني بهذه اللوحة الفجرية، دعوة رائعة للتمتع ببهجة الحياة.

بهجة الحياة.. مباهج الحياة! يا للكلمات الموحية بالسعادة !). (المسرات والأوجاع / ص 461)

من هذا الوصف نعرف مدى السعادة التي يعيشها ” توفيق لام ” وهو ينظر الى هذا المنظر المتجسد امامه، الا انها سعادة لم تدم طويلا. (ص 462).

وعلى الرغم من ان بطل الرواية ” توفيق لام ” كان مقامرا، ويخون احد اصدقائه مع زوجته، وكذلك كثرة الممارسات الجنسية التي يقوم بها، وإغتصابه لـ ” فتحية “، حيث ان كل هذه الممارسات تمنح الشخص القائم بها مسرات وسعادة، الا انها تبقى مسارات قصيرة، وسعادة وقتية، إذ فقدها نهائيا.

***

من اول سطر في رواية ” الوشم ” تطالعنا السعادة الوقتية التي تمتليء بها روح بطلها كريم الناصري كالشحنة، تأتي وتذهب دون ان تبقي خلفها شيئا.

 الحرية في هذه الرواية هي مصدر للسعادة، وذلك لان بطلها الناصرية خرج من السجن من اول سطر في الرواية: ( تنفس كريم الناصري هواء الشارع بعد اختناق عريض، سبعة شهور جائرة طوقته بدقائقها و وعيها، وهرست منه الدم والعظم والاعصاب.

خرج كريم الناصري سالما، طويلا ومبتسما، يتفقد الاصدقاء ويرد التحية على الاخرين ويستقبل تهنئتهم بمناسبة اطلاق السراح. ولكن في داخله كان هناك شيء قد نسف.). (الوشم / ص 31)

لم تدم طويلا سعادة الناصري بإسترداد حريته بعد ان كان في السجن، حيث اخذته الحياة بدروبها وطرقها المتقاطعة والمتعددة.

افاق على حقيقة كبيرة، إذ انه قد شعر ان في داخله قد نسف شيئا ما، لا يعرف ما هو، الا انه متيقن انه قد نسف.

والسعادة التي وافته عند خروجه من السجن، واسترداد حريته، قد تعددت وتنوعت الا انها لم تدم طويلا، فها هو يقول (ولكن الفرج جاءني متباطئا كمواكب الملائكة فقد عينت في قسم الاعلام باحدى الشركات الاهلية). (ص32) لانه تعرف على ” مريم عبد الله ” المرأة المتزوجة من رجل يكبرها بالسن من خلال صفقة تجارية عقدها والدها مع الرجل.

وتقول ” مريم “: (وجدت سعادتي مع وصال وهند). (ص 34)، وهذه السعادة التي تشعر بها هي سعادة وقتية اذ انها تنتهي عند خروجها من بيتها والابتعاد من ابنتيها، حيث تجد نفسها في احضان رجل اخر ” قحطان “فاصبحت”قحبة” كما قال لها “قحطان”.

وكذلك فانها تجد لذة في اذلال الرجال انتقاما من مأساتها، وهذه اللذة التي تأتي من الالم (الاذلال) هي لذة (سعادة) وقتية وقصيرة، إذ تعود الى حياتها اليومية مع زوج اكبر منها بالسجن.

في الرواية سعادات قصيرة ووقتية، مثل:

– يشعر كريم الناصري بالامان عندما يكون مع مجيد عمران.

نتساءل وماذا تشعرعندما لا يكون معه مجيد عمران؟ ان السعادة التي يشعر بها بسبب الامان هي سعادة وقتية : ( لعل في وجود مجيد عمران بجانبي بعض الامان لي). (ص 34).

 وتبقى لفظة (بعض) مرفوعة عاليا كاللافتة كي نفهم الامان / السعادة الوقتية التي يعيشها الناصري.

تزداد سعادات الناصري في الرواية كثيرا الا انها سعادات محكوم عليها بالاجهاض السريع، لانها اتت في الزمن الذي شعر فيه ان شيئا ما قد نسف.

***

يقول عبد الخالق الركابي في مدخل روايته ” سفر السرمدية “: (اعلينا ان نتألم اكثر لكي نحب الحياة اكثر؟).

اذن، الالم مولد للذة في هذه الرواية، واللذة هي مولدة للسعادة، اذن السعادة تأتي من الالم، وهذا ما تريد ان تصل اليه رواية ” سفر السرمدية “.

ومن عبارة ” شيللي” التي افتتح بها الركابي روايته (ان الفن، بالنسبة الى الفنان، ضرب من اللعب، ولكنه لعب اليم)، نفهم ان الفن هو ضرب من اللعب، واللعب هذا يؤدي الى الالم، اذأً، واحد من طرق الحصول على السعادة هو الفن الذي هو ضرب من الالم، حيث من الالم تتولد اللذة.

ولكن اللعب هذا غير معروف المصدر، هل ان مصدره القدر، ام الصدفة؟

يقول الركابي مخاطبا احدى الشخوص (وحيد) : (انها للعبة ” قدرية ” قد تتخذ لنفسها مسارا معينا بفعل مصادفة عمياء لم تخطر على البال، فلولا اهمالي تلك الليلة اليلاء والامتناع عن التدخل في الوقت المناسب لوضع حد لعبث ثابت ضاري، الم يكن من المحتمل ان تأخذ اللعبة مسارا اخر؟). (ص10)

وهو لا يعرف ان كان اللعب هذا هو قدر منزل عليه يجب وقوعه، ام انه صدفة عمياء جائت لتكسر جريان ذلك القدر الاعمى؟.

وفرق كبير بين ان يكون قدرا لا محيص عنه، وبين ان يكون مصادفة تحدث من بين الاف وملايين المرات.

وقد امتلات الرواية بسعادات اخرى يجدها شخوص الرواية، منها:

– (كنت الجأ احيانا الى خداع نفسي، فاستقل حافلة لا علم لي بوجهتها، داسا انفي على امتداد الطريق، بين دفتي كتاب، تاركا الحافلة تدور بي وقتا طويلا على هواها قبل ان اغادرها في وضع ما على امل ان افاجأ بجديد). (ص18)

– (من المؤكد ان حصولي على تلك الشهادة العلمية المرموقة سيشبع لدي ذلك النزوع الابدي في اضفاء شيء من الوجاهة على نفسي في مجتمع يؤخذ عادة بمثل هذه الامور). (ص16)

– (اما ثابت ضاري فقد كان على النقيض منه، لذته الوحيدة تتلخص بالالتفاف على تلك المواثيق وخيانتنا، لا لشيء سوى اثبات انه كان ” اشطر ” منا نحن الاثنين).

– فيما يرى ثابت بعض السعادة في (الجنس) : (بعينين واسعتين شديدتي السواد، وفم مكتنز، وكان هذا الجانب الحسي (الجنسي) هو اكثر ما اثار ثابت، ” ترفع وجهها بغتة رامقة بنظرة سريعة ثابت الذي كان يترصدها بعينين متعطشتين، متصيدا لمحات من صدرها حين تمعن في الانحناء على منضدة العمل، من دون ان يفوت تملّي عجيزتها وهي مدبرة  – تلك العجيزة التي كان يقول عنها متحسرا انها لضخامتها لا يكاد الحجر يسعها – ). (ص118)

وغير ذلك من المسرات الصغيرة التي تؤدي الى السعادة القصيرة و الوقتية في هذه الرواية.

***

فيما كان بطل رواية سنان انطون (وحدها شجرة الرمان) منشغلا بلذائذ الحياة (لم اكن اصلي او اصوم، بل كنت اشرب وكنت منشغلا بلذائذ الحياة الدنيا ) ص163 وينتهي كل هذا بسبب الحرب الايرانية العراقية، والعدوان الامريكي، وهذه اللذائد تجلب السعادة، الا انها سعادة وقتية ولم تكن دائمية، فالحرب هي بالضد من السعادة.

وقد كان متفائلا بالعلمانية، والتفاؤل صورة من صور السعادة الا انها سعادة وقتية (وبمرور الزمن تخلف الحزب الشيوعي وصار حضورهضئيلا وبائسا في الانتخابات لان علمانيته كانت تعني ان حصانه سيكون دائما الاخير في سباق الخيول الطائفي). ص133

ويقول بطل الرواية: ( كنت اشعر بالفخر والاعجاب حين اجد ان بعض زملائي من الذين هاجروا منذ سنين قد نجحوا وصار لديهم مواقع خاصة يعرضون فيها اعمالهم الفنية. لكنني لا انكرانني كنت اشعر بالغبن والمرارة والغيرة حين ارى ان البعض ممن لا يمتلكون ربع موهبتي قد نجحوا ايضا). ص 139

وهكذا يكون الفخر والاعجاب جالبا للسعادة، الا انها سعادة قصيرة ووقتية، ذلك لان الفخر والاعجاب بنجاح الاخرين، والشعور بالغبن والاحباط والياس من عدم النجاح، كل ذلك يدعو الى ان تكون السعادة وقتية وقصيرة بنجاح الاخرين وفشلك انت.

***

من خلال قراءتنا لهذه النصوص الروائية منذ نشأت الرواية العراقية الى الان، كأمثلة لما تحدثنا عنه، وجدنا السعادة التي تضفيها بعض الممارسات والسلوكيات من مسرات وافراح قصيرة ووقتية، ولا تدوم طويلا، وذلك لاسباب منها:

* ان كتاب الرواية العراقيون لم يكن همهم كتابة رواية مطلوب منها ان تجلب السعادة لشخوصها، او للمتلقي غير السعادة التي يشعر بها من خلال متعة القراءة.

* ان الرواية العراقية هي وليدة الواقع المرير للمجتمع العراقي منذ التأسيس الى اخر رواية عراقية كتبت ونشرت، هذا الواقع الذي يمتليء بكل ما فيه من مرارة والم وخيبة ويأس وحزن، بعيدا عن ان يكون الادب بصورة عامة انعكاسا للواقع او غير ذلك.

* ان الموضوعات التي ناقشتها الرواية لم تكن مواضيع غايتها سعادة شخوصها، وانما كان هدفها المخفي وغايتها النهائية هو طرح الايديولوجي منذ رواية ” الرواية الايقاضية ” الى اخر رواية عراقية منشورة في زمننا الحالي.

* تقدم النصوص الروائية سعادة شخوصها التي تنضح افراحا ومسرات ابتداء من الحصول على الحرية الى الخلوة التي يسرقها الحبيبين من الزمن ومن الناس في جو غير صحي وغير مهيأ لبقاء هذه السعادة طويلا.

***

اخيرا نتساءل: هل علينا مطالبة الروائي ان يكتب رواية تتميز بالسعادة لشخوصها، وتنضح افراحا ومسرات، فيما الواقع يفرز علينا كل ما هو مؤلم ومحزن جراء الخيبات، واليأس، والمواقف غير السعيدة؟

بالتأكيد لا يمكن ذلك، لان حرية الكاتب فيما يكتب هي المقدس الذي يجب ان نحافظ عليه، علينا ان نتركه يقول ما يشاء، ويقدم لنا رواية تنسجم مع اشتراطات الرواية الفنية الناضجة في أي موضوع يختاره هو طالما الواقع يقدم له مثل هذه المواضيع ويعالجها بطريقته الخاصة من خلال أي مدرسة سردية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.