محمد مقصيدي
بمحاذاة سقف الغرفة
عباس بن الفرناس يطير بجناح نصف محروق.
كل ما يخدش العتمة
هي تلك الوعول المتوترة
الوعول التي تحدث وتأتي هكذا بلا قرارات.
عندما خرج ديوجين من البرميل وتحت إبطه
غموض من حرير
وأرسل هدية إلى إديت بياف، كان الشك
يقضم ملابس ديكارت الداخلية
وكان سيمون بوليفار يحرك ذيله مثل قط .
نيتشه مخادع ولص وسوقي ،
يتلصص على الأحاسيس حين تتعري
ومن الراجح أنه يتحرش بكل
الهواجس ،
ينصب لهن
حبل الإعجاب فقط لكي
يعاشرهن . ذات مرة، شد ماريا تيريزا
من شعرها ومرغها في
لحية لاوتسو التي تشبه العشب اليابس.
مرة أخرى
تهجم على زرادشت متهما إياه
بالحكمة، وللتو هو مائل فوق
مرح شائع مع السكير جاليليو الذي
شرب الويسكي حتى رأى دوران
الأرض تحت قدميه .
تحت السلم المفضي إلى سطح المفاجأة
المجاورة بشهادة المسيح.
نابليون يقود حملة في سرير الغريبة تحت
شعار كارل ماركس القديم :
الوردة هي رأس المال
بيتهوفن فائض القيمة.
محمود درويش رأس الفتنة،
حطبها ديكارت.
إصرار تشي غيفارا على مناداة فراشات
جان دارك بالرفيقات تشعل
مصابيح الغيرة فوق طاولة توماس أديسون،
بينما الخوارزمي يمسك
بمستقيم حاد وراء ظهره المبلل بسمعة
صديقه دافنتشي السيئة،
يترصد ذلك المنحرف مارسيل دوشان
حتى يكسر أضلاعه مثل دائرة،
بسبب
العلاقة الفاجرة مع الموناليزا.
البارحة فقط ، معاوية بن أبي
سفيان بفرط الحرص على سمعة فريدا كالو،
كان يختبر كل
شعاع شمس قادم أهو ذكر أم أنثى؟
وهل الخريف حلال أم حرام ؟
وهل الغيمات عارضات أزياء ؟
وبدعوى أنه خلاسي، علق النهار من
رجليه، على حافة مدللة بفتوى من بوب مارلي.
ضجيج مشاجرات الأنا الأعلى و فرويد العارمة
يحملها دونكيشوت
إلى أقصى الحافة حيث من يعرف تاركوفسكي
عن قرب سوف يرتكب نفس
الغلطة:
التعلق بأهداب الفرحة والسطو على العدم.
وأرسطو كمن يتسابق
مع ظله أيهما سوف يجمع
في زاوية الروح أكبر كمية من الألم.
أولائك الأولاد الأشقياء،
الفاشلون ،
المشردون في أنحاء
الغبار،
أولاد نزوات تسي آي لون الفاحشات أكثر من
مشادة كلامية
بين شارب بيكاسو و جنكيزخان،
تسي آي لون الذي هام
وراء فيرجينيا وولف تاركا زوجته في قريش
حاملا بتوأمين ..
أولائك الذين يقودهم المتسكع فاسكو ديكاما
إلى منازل مجهولة
ولما يشعر بالملل، يأتي فيليب لاركن أو ياسوناري كواباتا
أو فرناندو بيسوا أو محمد خير الدين
أو إزرا باوند أو بشار زرقان أو رولان بارت أو جلجامش.
عبد الفتاح كيليطو ولأنه مدهون بالخجل،
مثل غيمة في أبريل
وطيب كنصيحة بريئة من كل جرائم سنية صالح،
يقف بمحاذاة
الركب، يقف فوق كتفي شارلي شابلن يراقبهم بابتسامات
ماكرة
تحولت بعضها بفضل الانتقاء الطبيعي
إلى أسماك تعيش في
الهواء،
البعض الآخر تحول بتدخل مباشر من داروين
إلى حصان بقوائم
طويلة تشبه أطراف كلب أهل الكهف.
واضح من عين حمورابي المنسوبة إلى
قبيلة العصيان وأذن فان غوغ المتدلية من
قاموس ابن منظور كراقصة باليه
أن هوميروس هو الكلب المذكور
لكن انشتاين كان يمسك رقبة غاندي.
مأساوي، ذلك الحمار محمد مقصيدي وهو يحمل
كل هؤلاء المدعوين
إلى خيمة الملك المراهق .
وتلك الرائحة التي تفوح من جوارب هيجل
والرائحة التي تفوح أيضا من العلاقة
المشبوهة بين أسامة بلادن ومارلين مورو
من سلة غاندي، التفاح
يسقط بغزارة فوق رأس نيوتن،
أستعير
معطف غوغول ومظلة من تروتسكي
وفجأة انتبه إلى جاذبية سرة فيروز.
نظر دالي إلى ساعته الرخوة
ورمى كلمتين في جبة الحلاج بن منصور.
بمحاذاة سقف الغرفة
عباس بن الفرناس يطير بجناح نصف محروق
كل ما يخدش العتمة هي
تلك الوعول المتوترة
الوعول التي تحدث وتأتي هكذا بلا قرارات.
النص منشور في العدد الثاني من مجلة الموجة الثقافية ضمن ملف قصيدة النثر