الرئيسية | شعر | إلهي | فدوى الزياني

إلهي | فدوى الزياني

فدوى الزياني

 

إلهي .. كلما أخطأت في قراءة العالم

جئت بدهشتي الطفولية أسأل ، من الأول البيضة

التي انبجس منها الكون أم دجاجات أمي !

ماذا لو وضعت وردة في عروة ذئب

 الملاك الذي في الجبّ هل سيعود !

إلهي .. لا تلق بي إلى البحر وقت الغروب

 هذا الجسد المسجى بالنحاس لا يتحلل

إني أمنحه شجرة يقطين لأطفال الهالوين

و أصابعي كراسة رسم للعصافير و القردة

فلا تجعلني طعاما للبشر

إلهي .. أنا البطلة الدميمة في روايات الحب الفاشلة

 أضعت بوصلة قلبي و قِبلة الصلاة

مذ رحلت أمي

أمي التي بالقُطن حشوت فمها حتى لا تشرب هذا البكاء

إلهي ..أنا لست شيئا و لا أملك سوى يدين خشنتين و كلمات صدئة أزرعها عند رؤوس الموتى

لعلّها روحي في رحلة العودة تزهر  شجرة لوز

إلهي .. حين  تَعْلقُ روحي بين السماء و الأرض سأبحث في وجوه أطفالك الطيبين

أخدش حياء الموت بكلمات شفافة و سألقي في نهرك الكبير حجر الاحاجي ..

أ تذكرني يا الله !

أنا الطفلة التي وقفت طويلاً على باب المدافن تحدثك دون صلاة عن سبب بقائها وحيدة خارج الباب

 أنا الطفل المذكر نفسُه الذي راقب بياضَ لسانه في المرٱة ليثبت لرفاقه حجة الصيام

رفاقهما الذين أكلت القذائف عيونهم و ألسنتهم

أنا التي تبيع المناديل الورقية في شارع ماطر بالقصف

تمسح برغيف جوع إخوتها.

إخوة الطفل -الذي كنته انا الطفلة بالضفيرة اليابسة-

 الذين أكلَ الجوع بطونهم

لو أن ضفيرتي كانت رغيفا فقط

أنا التي أشعل فرن الصباح ليخبز للغائبين وجهَ الشمس

الطفلة التي نام وجه البحر على صدرها ليُسمعها الموج صوت أمها ..

 الطفلة التي انتحرت متدلية من سقف الغمام

الطفلة التي تخجل حتى من تبوّلها على قبر الموت تحاول أن تطفئ نار الحرب التي شوهت وجه أبيها ..

و الآن من جرابِ الصيّادين قالت العصافير : امضي.

ها أنا أمضي إليك ايتها الروح المعلقة و الريحُ

تخدش زجاج الصمت

بينما تقفلُ بيدها الأخرى أبواب الغنَاء

أنا المطرودة من أعشاش جنتِك

أنا طفلتك المدلّلة يا اللّٰه

أنت الذي تؤمِن بالأنثى أكثر مني

لست بحاجة لأكون ذاك الطفل بضفيرته المختبئة

أنا طفلتك البِكر

فماذا اقترفتُ لأكبر !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.