الرئيسية | شعر | أنا ظلُّ ظلي..| عمر الأزمي

أنا ظلُّ ظلي..| عمر الأزمي

عمر الأزمي (المغرب):

 

 

أختيَ الريحُ تلثُم صدري ..

وتبكي على ساعدِي

وتُكحّلُ عيناً بظلّي

وتخجلُ مني..إذا ما رأيتُ اخضرارَ السّنابلِفي وجنتيها ..

تقولُ:

“احتملْني لآخذَ ظلّ الأنوثةِ فيكَ إلى آخرِ النهرِ..
كُنّي..لأحملَ صخرَ التّعدُّدِ فيكَ.. إليكَ !
وأذروَ عنكَ الصِّفاتِ/التفاصيلَ والذكرياتِ…
وكُنّي..لِكَيْما نظلّ معا شاردين..
نظلّ اخضرارَ الثقوبِ الحزينةِ في نايِ راعٍ
تشرد عنه وفيه الحمامُ ..

اتَّقدْ كيْ أراكَ ..

افتعلْ ظلَّ أنثى..

ارتجفْ في شفاهِ الغريبةِ..
كُنّي ..

لكيما تسيل الثقوبُ/العذوبةُ في شفتيها…”
تقول ليَ الريح ما لستُ أفهمُ
كلَّ ربيعٍ
وفي آخرِ الظلِّ.. تلثمُ صدري ..

تغني..
تُصلّي خريفين كيما يعود الحَمامُ..

وتبكي

وتبكي..

فتشرقُ شمسٌ بحجم السُّدى .. في الدموع
وينبتُ زهرٌ على ضفتيها ..

ونهذي:

-أتعني الظلالُ انتصارَ المجازِ على الشيء ؟

– هلتفتح الريحُ خُرْما جديدابضاحيةِ الشوقِ

كيْترجعَ الكلمات التي لم تُقَلْ ؟

-كيف كان المكانُسيصبحُلو كنتَ في جسدٍ غير هذا ؟

-لكان التوحد فيّ اختصارَ الألوهيِّ فيكِ
وكُنّا معا مثلَ ذاك الخياليِّ فوقَ التِّلالِ البعيدة:
عطرا قصيّا
وفُلاّ…

-أنا ظِلُّ ظِلّي..
سوى أنني عندما كنتُ أعبر نهْرَ الكلامِ
عَلِقْتُ بصوتي..
فصار المكانُ/الصدى
جسدي..
صرتُ أنثى الفراغِ
بِلَحْمٍ وَدَمْ !

-كنتُ وحدي

أطيلُ التأملَ فيَّ
وأنحتُ ضلعا لظلي
لأولد منهُ..
وأسأل:
” كيف التراب المُحايدُ
يضحياخضرارا ..
وكيف الذي كانَني
سوف يُمْسي انشطارا
وظِلاّ.. ؟!

– وراء الذكورة ثمة أنثى من الطين ..تنزف..

-هل ما يزال الطريق بعيدا؟

-بُراقي امتطى صهلتين..

ولكنّ رجعَ الصّهيل الذي مزّقَ الأرضَمنّي..

وفيّ احتدمْ !”

(…)

أختيَ الريحُ تبكي على ساعدي.. كلَّ ليلٍ

وتغرزُ مخلبها في العدمْ !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.