الرئيسية | شعر | أمسح جبيني بكمِ قميصي الأزرق | صلاح فائق

أمسح جبيني بكمِ قميصي الأزرق | صلاح فائق

صلاح فائق (العراق/الفلبين):

 

 

 

حزمتُ اليوم أوراقي وكتبي

وضعتُ كل ما أملكُ في حقيبةٍ

أريدُ أن أسافرَ , لا أعرفُ الى أين .

أجلسُ في حجرتي الى ، ربما ، وقتٍ متاخرٍ من الليل

دون أن افعلَ شيئا

أحبُّ أن أسافرَ ، حاسرَ الرأس ,

في جيبي ثعبانٌ ،

حاملاً في جيبي الآخر برقيات أمي الميتة

التي لم أردْ عليها

*

أبدأ يومي بشتمِ كلبي ، مع ابتسامة ـ

نوعٌ من تمرينٍ صباحي لأوتار حنجرتي

الأفضل أن تغني ، يقترحُ كلبي ـ

أعرفُ ذلك عزيزي ، لكني لا أستطيعُ ـ

فلي رئةٌ معطوبة مذ كنتُ شاباً في جبالٍ بعيدة .

بينما أجلسُ على كرسي الهزاز

مثل تاجرٍ أفلسَ قبل يومين ,

لأشربَ قهوتي , اتطلّعُ الى أمام لأرى اذا اﻻفقُ هناك

فهو يختفي أحياناً دونَ أن يخبرني

الى أين يذهبُ .

*

حلّ المساءُ , وقتُ غسل ملابسي عندَ المحيطِ ,

لكنني متردّدٌ الانَ : شاهدتُ ، أمسِ ، شباناً يحطمونَ قيثاراتهم

على صخور الشاطىء

هربتُ ، ناسياً رواية الأبله لدوستويفسكي

اليوم ، بعد الظهيرة ، ذهبتُ الى هناك لأبحثَ عن الكتاب

فعثرتُ على رواية الجريمة والعقاب.

لا أعرفُ كيفَ حدثَ هذا

*

تحصلُ جريمة : رسامٌ يصرخُ على لوحته

يشتمُها ثم يمزقها . ماذا أفعلُ ؟

أذهبُ الى غرفتي ،

أهاتفُ شرطة المدينة ـ

لا أتحمّلُ جريمةً كهذهِ أمامَ بيتي

*

قرأت اليومَ ، في صحيفةٍ ، عن أبٍ شنقَ نفسهُ أمامَ أولاده

وكانوا يصفقون .

لا ألومهم : أدخلُ شيخوختي أحياناً ،

أسمعُ صرخات , فأهربُ الى حانةٍ ،

تخدمني صاحبتها : أظنني رايتُها في ملحمةِ كلكامش ـ

ـ هل أنتِ صاحبة حانةٍ في ملحمةٍ سومرية ؟

– نعم

أعودُ ، ألتقي ظلمةً في غرفتي، تحيطني

تغطّيني، حين انام، مثل لحافِ فلاّح

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.