العالَمُ في مَدار | عبد الله بلحاج

عبد الله بلحاج:

 عبد الله بلحاجحَشْد بشريّ بلا رؤوس بأحْذيةٍ مُزَرْكَشَةٍ

و بأيـادٍ تَحمِلُ مرايا دائرية للزّينة

و رغمَ أنّ العُريَ يَطفَحُ مِنْ تلكَ الحُشُودِ المَلعُونة

لم أرَ  في السّماءِ الرّماديّةِ سِوى عُرْيي.

 **

أتوقّفُ عِندَ مقهىً

عِندَ حانَةٍ أو عِندَ مسجدٍ

أتوقّفُ عِندَ حَوانيتَ ؛ هذي المدينةُ صامِتةٌ

هذي المَدينةُ تَنْعَمُ بالسِّلم

 في أنحائها  لا يُسمَعُ  سوى هديرُ البحر ،

و دردشاتُ الأطفال تجيء مِنْ أزقّةٍ شَعْبيّةٍ

و على شوارعها لا يسقُطُ الكثيرُ

عدا أشياءَ يُمكِنُ إعادَتُها إلى أصحابها

كُراتٌ بلاستيكيّة

زرَابٍ  سَحبَتْها الرّيح

مفاتِيحُ مرائبَ

و فِي أسوأ حال تسقُطُ على الطّريق

أكياسٌ للقاذُورات صغيرة.

 **

أجلسُ عِلى رصيفِ مَدارِ السّيّاراتِ

و أنُظُرُ إلى السّاعةِ المُعلّقَةِ على مِسَلَّةِ المدينة

السّاعَةُ عِملاقَةٌ لكنّها متوقِّفَةٌ على أيّةِ حال

 عقاربهاَ تُشيرُ إلى انتصاف أيّامنا إلى شَطريْن؛

شطرٌ للغُبار هُنا

و شَطْـرٌ لقتلى

يُنفَضُونَ عنْ بــساطِ الحياةِ

في أماكِنَ أخرى.

Comments (0)


اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *